ذكر الشاعر والباحث الأكاديمي، أزراج عمر، أن قصائده الشعرية تحاول بناء الزمن الدائري والسير في طريق المقاومة الأمازيغية، وردّ أزراج إجابة عن سؤال ”ماهي مكانة الثقافة الأمازيغية في منتجه الشعري؟” قائلا: ”هناك، في تقديري، التراث الأمازيغي الظاهر في أشكال الأدب المكتوب والشفوي، وفي الفولكلور الشعبي بكل تنوعاته، وهناك التراث الأمازيغي المضمر الذي يشكّل الرأسمال الرمزي أو لنقل ”الهابتوس” اللاواعي الذي يبرز إلى السطح - بتلقائية وبطرق مختلفة وعلى نحو نمطي غير إرادي في الغالب- في السلوك اليومي والمعمار والملبس والزي والعلاقة بالزمان وفي عادات الزواج، ودفن الموتى وأسلوب الزراعة والفلاحة وشتى العلاقات الاجتماعية وهلم جرَا”. بالنسبة لحضور التراث والبعد الأمازيغيين فيما يكتبه، أوضح صاحب ديوان ”العودة إلى تيزي راشد”، أن تجربته الشعرية المفتوحة على التكوين والتجريب الدائمين قد تمكنت نسبيا من إقامة تركيبة بين تراث الثقافة العربية بحساسيتها التاريخية والشعرية وبين تاريخ وطقوس وأسلوب الحياة والمجتمع الأمازيغي. موضحا أن ذلك التأثير يبدو كذلك من خلال منح قصائده ”دمغة” ذات نكهة أمازيغية تبدو في تشكيل لغته التأمّلية التي تستمد تلويناتها من فرادة الطبيعة التي نشأ في حضنها في المنطقة الأمازيغية، ومن تجربة دراما مرحلة الاستعمار، وميراث آلام المغتربين الأمازيغ في فرنسا فيها. وقال: ”إن هذه السمات مكّنت العديد من قصائدي من خلق الهجنة الشعرية طرفاها اللغة العربية ليس باعتبارها هيكلا خارجيا، وإنما باعتبارها مسرحا من أصوات البشر وتاريخهم وحضارتهم. إن هذه الأصوات قد ”تمزّقت” على أيدي الطبيعة الأمازيغية،وطقوس التجربة الحياتية الأمازيغية. كما ألحظه في انتهاج طريقة خاصة في الدخول إلى الزمان الدائري الذي هو خاصية من خصائص تراث علاقة الإنسان الأمازيغي بدورة التاريخ، بعكس الزمن الخطَي الذي تتأسس عليه تقاليد الشعر العربي وكذا في الاستمرار في السير على خط المقاومة التي يتميز بها التاريخ الأمازيغي ويأخذ هذا في شعري شكل مقاومة السلطة ومشتقاتها التي تعوق الحرية وتدجن الذات الفردية والجماعية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات