+ -

ورد أنّ سفهاء قريش ممّن كانوا يتابعون الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ودعوته بالكيد والمكر وإظهار الحزمة والاستهزاء ليصرفوا جمهرة النّاس عن الاستماع للحقّ الّذي جاءهم به من عند الله، من أمثال العاص بن وائل وعقبة بن أبي معيط وأبي لهب وأبي جهل وغيرهم كانوا يقولون عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إنّه أبتر يشيرون بهذا إلى موت الذكور من أولاده وقال أحدهم: ”دعوه فإنّه سيموت بلا عقب وينتهي أمره”، ومن ثمّ نزلت هذه السّورة تمسح على قلبه صلّى الله عليه وسلّم بالرّوح والندى، وتقرّر حقيقة الخير الباقي الممتد الّذي اختاره له ربّه وحقيقة الانقطاع والبتر المقدّر لأعدائه في كلّ زمان وفي كلّ مكان...

بعد توكيد هذا العطاء الكثير الفائض الكثرة: ”إنَّا أعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر” على غير ما أرجف المرجفون وقال الكائدون، وجّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى شكر النِّعمة يحقّها الأوّل حقّ الإخلاص والتجرّد لله في العبادة وفي الاتجاه... في الصّلاة وفي ذبح النسك خالصًا لله ”فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”، غير ملق بالًا إلى شرك المشركين وغير مشارك لهم في عبادتهم أو في ذكر غير اسم الله على ذبائحهم. وفي تكرار الإشارة إلى ذكر اسم الله وحده على الذّبائح وتحريم ما أُهِلّ به لغير الله, ما لم يذكر اسم الله عليه.. ما يشير بعناية هذا الدّين بتخليص الحياة كلّها من عقابيل الشِّرك وآثاره لا تخليص التصوّر والضّمير وحدهما.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: