+ -

 لا زالت غزة تنزف ألما، أهلها ما زالوا مجروحين غير مستوعبين ما جرى لهم في حرب صهيونية دمّرت بيوتهم وذبحت أحبتهم، هذه الأيام نكأت جراح المكلومين في غزة، وشكّل اقتراب العيد فاجعة جديدة لتلك الأسر التي تضطر ولأول مرة لقضاء هذه المناسبة الدينية، التي من المفترض أن تكون سعيدة بعيداً عن أحيائها وبيوتها.وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ عدوانا على قطاع غزة استمر 51 يوماً، وتسبّب في استشهاد 2157 فلسطيني، وإصابة أكثر من 11 ألف مواطن، فضلاً عن تدمير ما يزيد عن 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان بغزة.الظروف الصعبةالمواطن “عودة” 60 عاما، أوضح أن الاستعداد لعيد الأضحى يجب أن يكون من النواحي الدينية ومن خلال إحياء سنة سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليه السلام وتذكير الأطفال بقصة الأضحية ومناسبة هذا العيد.وقال في تصريح لـ”الخبر”: “على صعيد الناس فالظروف الاقتصادية والإنسانية صعبة على كافة المستويات، فنحن حتى الآن لم نتغلب على تبعات الحرب السابقة التي استمرت 51 يوما ولا زالت البيوت مهدمة والناس مشرّدون ومهجّرون”. وأضاف: “ربما نشعر ببعض الفرحة في هذا العيد ولكنها ستكون بكل تأكيد منقوصة لأن الفرحة يجب أن يشاركنا فيها الجميع”، مستدركا: “ولكن لن يستطيع أهالي الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت المهدمة أن يشعروا بها”.وأشار إلى أن الكثير من العائلات التي كانت تنتظر لحوم الأضاحي كل عام، فاليوم أصبحت قلقة في كيفية تخزينها في ظل الانقطاع المستمر والطويل للتيار الكهربائي، حيث تتجاوز ساعات القطع يوميا 12 ساعة، وكلما اقترب عيد الأضحى المبارك يزداد حزن أم العبد حسان والدة خمسة شهداء، لقد ذبحنا الاحتلال، قالت بحرقة وألم: “ كيف نذبح ونضحي وأولادي بعيدين عني، أي نفس تأكل وتفرح، ولكن أحاول أن أكون كباقي أمهات العالم تفرح”.وتشهد هذه الأيام إقبالًا ضعيفًا على شراء الأضاحي، بعد أن دمر الاحتلال “الإسرائيلي” بعض المزارع خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.ويشتكي أصحاب المزارع من قلة إقبال المواطنين على شراء الأضاحي، بسبب تعرضهم للخسارة الكبيرة جراء العدوان، وعدم صرف رواتب موظفي غزة منذ عدة شهور. وقد دمّر الاحتلال عددًا كبيرًا من المزارع الواقعة في المناطق الحدودية لقطاع غزة، خلال العدوان، مما أدى إلى قلة عدد المواشي.أحمد نوفل مالك مزرعة نوفل الواقعة شمال قطاع غزة، يؤكد في تصريح لـ”الخبر” ضعف الإقبال على الأضاحي هذا العام مقارنة بالعام السابق الذي كان يعد أصلاً عاماً سيئاً بالنسبة للتجار، حيث جاء الموسم في بدايات أزمة رواتب الموظفين في حينها. وعلى الرغم من كل ما سبق تبقى نفوس أهل غزة تتوق لتقديم الأضاحي تقرّباً إلى الله عزّوجل وطلباً لمغفرته ورضوانه، واستجابة لأمر ربهم القائل “فصل لربّك وانحر”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: