+ -

يبدو جليا أن الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حربي أفغانستان والعراق جعلها تمتنع عن تعريض جنودها للهلاك في الحرب البرية. وجاءت حرب غزة الأخيرة لتعيد إلى الأذهان كابوس الحروب البرية التي أرادت خوضها إسرائيل وانهزمت أمام حماس، للمرة الثانية بعد هزيمة جنوب لبنان في 2006.ذلك ما جعل الحلفاء يبحثون عن من يقوم بالحرب البرية ويكتفون بالقصف الجوي الذي لن يكلفهم خسائر في الأرواح. وقد كانت حرب ليبيا مثمرة من هذا الجانب وقد أسقط “الثوار” العقيد القذافي لكنهم امتزجوا بالإسلاميين، ليحدثوا سابقة لا تريد واشنطن تجربتها ثانية، لا في سوريا ولا في العراق.وإذا وجدوا الأكراد والشيعة في العراق لمحاربة “داعش” على أرض الميدان، فلم يجدوا في سوريا من يقوم بهذا الدور، غير الجيش السوري الحر الذي تراجع مع امتداد مدة الحرب. وقد التقت مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي، سوزان رايس، الجمعة الماضي في البيت الأبيض، بممثلين عن المعارضة السورية، من بينهم الائتلاف الوطني السوري الذي اتخذ مقرا له بإسطنبول التركية. وجاء في بيان البيت الأبيض أن “اللقاء تركز على الخطط الأمريكية لدعم القوى المعتدلة في سوريا”. وتمت مناقشة الوسائل التي “يمكن أن تدعم بها الولايات المتحدة المعارضة المعتدلة لإيقاف تقدم ميليشيات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي”. وأكدت رايس أمام الحضور أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد “كل شرعية”. وتتضمن الخطة الأمريكية تدعيم “الجيش السوري الحر”، المرتبط عضويا بالائتلاف الوطني السوري، بالأسلحة وتدريب عناصره بالمملكة السعودية.من جهة أخرى، وبعد إعلان واشنطن توسيع الضربات الجوية على الجماعات الأخرى، ردت جبهة النصرة، في شريط فيديو بث أمس، جاء فيه “نحن في حرب طويلة (...) لن تنتهي بأشهر ولا بسنة ولا سنوات. نحن في حرب ربما تطول عقودا من الزمن”، مؤكدا أن دول التحالف “قامت بعمل شنيع سيجعلها في قائمة المستهدف”. أما على ميدان الحرب، فقد انسحبت قوات المعارضة من ريف دمشق أمام زحف الجيش النظامي. وفي الشمال قصف التحالف ثلاث منشآت تكرير النفط وتم تحطيمها بالصواريخ، ليصل عدد المنشآت البترولية المتضررة إلى 12 محطة، بحجة تجفيف منابع تمويل تنظيم “داعش”. فيما نددت “هيومن رايتز ووتش” بقتل سبعة مدنيين في الغارات الجوية الأمريكية في إدلب. بينما قال الناطق باسم البنتاغون، جون كيربي، أنه ليس لديه معلومات “مؤكدة” عن مقتل مدنيين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: