الأمم المتحدة تتكتم على مكان وزمان الحوار الليبي

+ -

لم تكشف الأمم المتحدة بعدُ عن مكان وزمان انعقاد مؤتمر الحوار بين الفرقاء الليبيين، والذي تم الاتفاق مبدئيا على أن يكون داخل الأراضي الليبية قبل نهاية هذا الأسبوع. في غضون ذلك تجري اشتباكات عنيفة في مدينة بنغازي، حققت فيها قوات حفتر بعض التقدم، مع تسجيل سقوط عشرات القتلى من الجانبين خلال الأيام الأخيرة، بعضهم من القادة الميدانيين للطرفين، كان آخرهم قائد كتيبة التوحيد السلفية عز الدين عبد السلام الترهوني المتحالف مع حفتر، في الوقت الذي كشف مجلس النواب في طبرق عن ضغوطات أمريكية وبريطانية لإبعاد الجنرال المتقاعد خليفة حفتر من المشهد العسكري والسياسي. أكد أمس برناردينو ليون رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم والمبعوث الخاص، أن مكان انعقاد محادثات الحوار السياسي داخل ليبيا لن يُكشف إلا قبل ساعات من موعد عقدها “لأسباب أمنية”، بحسب ما نقلته “بوابة الوسط” الإخبارية.وقال ليون في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة، إنَّ “الوضع على الأرض يمكن أن يوصف بطرق كثيرة مختلفة، ومعظم الليبيين يدفعون ممثليهم السياسيين والمسلحين إلى التفاوض”، مؤكدا أن “غالبية الشعب الليبي يريدون سلامًا وحوارًا وحلاً سياسيًّا، ولكن ليس كل الشعب”. وأضاف المبعوث الأممي “التحدي أمامنا يتمثل في ضمان أن هذه الغالبية ستحصل على دعم كافٍ من المجتمع الدولي لتنتصر أمام الأقلية “، ولم يقدم توضيحات أكثر حول هذه الأطراف التي تحاول إعاقة الحوار.من جانبه، كشف أبو بكر بعيرة عضو الفريق التفاوضي لمجلس النواب المنعقد في طبرق، بأن مدينة غدامس (550 كم جنوب غرب طرابلس) القريبة من الحدود الجزائرية، ستحتضن الحوار داخل ليبيا، في انتظار تأكيدات برنادينو ليون المبعوث الأممي الراعي للجلسات الحوار، في حين رجحت أطراف أخرى أن يجري الحوار في منطقة الكفرة في الجنوب الشرقي قريبا من الحدود مع السودان.على صعيد آخر، قال المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي فرج أبو هاشم، إن الولايات المتحدة وبريطانيا تحاولان فرض إملاءاتهما على مجلس النواب. وأضاف أبو هاشم في تصريحات تلفزيونية أدلى بها ليلة أول أمس أن “الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية تسعيان، عبر سفيريهما لدى ليبيا، للضغط على مجلس النواب وحكومته المؤقتة، لإقصاء قائد عملية الكرامة اللواء خليفة حفتر من المشهد الليبي”، مضيفا “مجلس النواب لن يرضخ لهذه الطلبات”، وتتبع معظم القوات والميليشيات التي تقاتل قوات فجر ليبيا للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، ولا يبدو أن مجلس النواب يملك النفوذ والقدرة على إزاحة حفتر من المشهد الليبي، حيث سبق له أن صرح بأن مجلس النواب هو الذي التحق بعملية الكرامة، وهو ما يعني أن التابع لا يمكن أن يلغي الأصل حسبه، خصوصا أن عملية الكرامة انطلقت في منتصف ماي 2014، بينما جرى انتخاب مجلس النواب في جوان من نفس السنة، ولم يعقد أولى جلساته إلا في أوت 2014، ما يعني أن الطلب الأمريكي والبريطاني غير منطقي، إلا إذا ضغط الطرفان على حفتر مباشرة للانسحاب من المشهد الليبي.ميدانيا شهدت مدينة بنغازي (شرقي ليبيا) خلال الأيام الأخيرة، معارك عنيفة وشرسة بين قوات “عملية الكرامة” التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي الموالية لقيادة أركان الجيش الليبي في طرابلس بقيادة الجنرال جاد الله العبيدي، ولا سيما بعد إعلان حفتر بداية ما سماه “معركة الحسم” ببنغازي.وقال موقع “الجزيرة نت” إن 55 من قوات حفتر قتلوا في المعارك التي تجري في بنغازي، ورغم تأكيد قوات حفتر أنها سيطرت على الميناء وعلى معسكرات كانت تابعة لقوات الصاعقة، قبل أن تستولي عليها قوات مجلس شورى ثوار بنغازي الصيف الماضي، وهو ما نفته قوات مجلس شورى ثوار بنغازي، وأكدت تواصل القتال على أكثر من جبهة، مشيرة إلى تمكنها من صد عدة هجمات لقوات حفتر، وأنها استعادت السيطرة على الميناء الذي لازالت تجري به اشتباكات بين الطرفين.وأفادت مصادر إعلامية بأن جميع محاور القتال في المدينة شهدت قصفا بالأسلحة الثقيلة والمدفعية وصواريخ من طراز غراد، أدت إلى سقوط العديد من القتلى بين الطرفين، وتضرر أجزاء كبيرة من البنى التحتية للمدينة على عدة محاور.وعلى جبهة السدرة، قالت مصادر موالية لحفتر إن مقاتلين تابعين للدولة الإسلامية سيطروا على منطقة النوفلية التي تبعد 60 كم عن ميناء السدرة، في حين نفت صفحات مقربة من عملية فجر ليبيا وجود داعش أو بوكو حرام في جبهة السدرة، ولكنها أشارت إلى أن شبابا تابعين لأنصار الشريعة أقاموا حاجزا أمنيا في قرية النوفلية، وظنت قوات الشروق الموالية لحكومة طرابلس أنهم قوات معادية، فوقعت اشتباكات بين الطرفين، وقتل 3 من القوة الثالثة (من مصراته) و2 من أنصار الشريعة، وتم استرجاع سيارات السلاح التي استولى عليها أنصار الشريعة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات