38serv
نشر التنظيم، زوال أمس، شريطا مصورا يتضمن إعدام الرعية الفرنسي، هيرفيه غورديل، ذبحا، حيث فصل رأسه عن جسده. وقبل تنفيذ الإعدام، كان الرهينة يتوسط أربعة ملثمين يرتدون الزي الأفغاني، اثنان منهم يحملان قطعتي سلاح “كلاشنيكوف”، وآخر بيده خنجر، أما رابعهم فكان يقرأ من ورقة مضمون رسالة عنوانها “رسالة بالدم إلى الحكومة الفرنسية”. وتضمن الشريط مشاهد مؤلمة، عصي مشاهدتها على ضعاف النفوس، لشخص يحدق بعينيه وكأنه يطلب رحمة، وهو يعرف أن ما تبقى من حياته مجرد لحظات ويموت. وقد حاكت طريقة القتل، تلك الطريقة التي تظهر في فيديوهات قتل الأشخاص في سوريا والعراق من قبل تنظيم البغدادي. ونزل خبر الإعدام على وكالة الأنباء الفرنسية في حدود الساعة الرابعة و19 دقيقة. وقد ربطت يدي الرهينة غورديل إلى الوراء، وكان مرتديا قميصا رياضيا أزرق، بادية على وجهه آثار التعب، حينما كان يتجه برأسه يمينا وشمالا، ببطء. ومباشرة بعد الانتهاء من قراءة الرسالة، ذبح الرهينة، وصور الفيديو أحد الملثمين يحمل رأس الرعية الفرنسي بعدما فصل عن جسده، مثلما يفعل تنظيم “داعش” في العراق وسوريا.رسالة دموية لفرنسا وخاطب التنظيم، من خلال الشريط المصور، الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بالقول: “ها هي فرنسا المجرمة تمارس عدوانها على المسلمين.. ودمرت وأفسدت في الأرض وانتهكت الأعراض ومنعت الحجاب وحاربت كل من اعتنق الإسلام وحاربت شرائع الدين، وشردت المستضعفين، واليوم أبت أن ترى تطبيق شرائع الله فوق الأرض، والدين ينشر وشرع الله يقام، وقتلت المسلمين وجاءت بخيلها ورجالها للمشاركة في الحرب الصليبية بحجة الإرهاب كما زعموا”.وواصل قارئ الرسالة: “.. وعليه فإن جند الخلافة يتقربون من الله بقتل هذا الفرنسي، انتصارا لدين الله وانتقاما للأعراض التي انتهكت والأنفس التي أزهقت، وهذا بعد انتهاء المهلة المحددة لفرنسا، بوقف العدوان في العراق..”. كما جاء في نص الرسالة: “.. وليعلم الشعب الفرنسي أن دماءه عند رئيسه رخيصة.. ونقول للخليفة أبو بكر البغدادي “لبيك يا أميرنا الغالي، يا أمير المؤمنين..ها هم جنودك يقاتلون من قاتلت ويسالمون من سالمت”.. وبعد تنفيذ الإعدام، خاطب أحد الملثمين هولاند مجددا قائلا: “يا هولاند، نعدك أن نغرس راية الخلافة، هذا انتقام للعدوان في الشام والعراق”.ويعتبر هيرفيه غورديل أول رعية أجنبي (أوروبي) يعدم في الجزائر من قبل تنظيم إرهابي، بعد مقتل رهبان تيبحيرين السبعة، العام 1996، والذين فصلت رؤوسهم عن أجسادهم، وفي العام 1994 قتل سبعة رعايا كرواتيين في نواحي البويرة، نفس المنطقة التي أعدم بها الرهينة غورديل.اجتماعات مكثفة لقائد الدركوأعدم الرهينة الفرنسي في وقت كثفت وحدات الدرك والجيش عمليات تمشيط المنطقة، بحثا عن الرعية والخاطفين، حيث، وقبل بث التنظيم فيديو القتل، ذكر مسؤول أمني رفيع، أمس، أن قائد الدرك الوطني، اللواء أحمد بوسطيلة، تنقل على وجه السرعة، أول أمس، إلى ولاية البويرة وعقد اجتماعات مع القادة الميدانيين للدرك، من أجل “تنسيق جهود المشاركين في عملية التمشيط التي شرع فيها عقب خطف الرعية الفرنسي، هيرفيه غورديل، يوم الأحد”. وقال ذات المسؤول، لـ«الخبر”، إن التنسيق جار بين وحدات التدخل التابعة للدرك الوطني ووحدات الجيش “من أجل متابعة التطورات المتعلقة بخطف الرعية الفرنسي، وكذلك سير تحقيقات الضبطية القضائية بخصوص عملية الاختطاف”. وعقد اللواء أحمد بوسطيلة اجتماعات متوالية مع القادة الميدانيين بمقر المجموعة الولائية للدرك بولاية البويرة، وتم إقحام العديد من وحدات التدخل التابعة للدرك، ميدانيا، لتكثيف البحث عن الرعية الفرنسي وخاطفيه، كما “تم وضع مخطط مشدد لتطويق منطقة الاختطاف، ومراقبة مداخل ومخارج البلديات والمسالك الثانوية في كامل المناطق المحيطة بمكان الاختطاف، والتحقق من هوية المواطنين بالإضافة إلى عمليات تفتيش”.وقال ذات المصدر إنه “جرى استجواب بعض الشهود بخصوص الظروف التي تمت فيها عملية الاختطاف”، كما أكد أن مرافقي الرعية الفرنسي تم التحقيق معهم، ثم إخلاء سبيلهم، يوم الاثنين، وأوضح أن “المرافقين لم يعتقلوا وإنما تم سماعهم بصفة عادية”، وأكد أن “التحقيقات مازالت جارية”.فالس ينتقد صمت بعض الأوروبيينوخيمت حادثة خطف الرعية الفرنسي بتيزي وزو، على أشغال الجمعية الوطنية الفرنسية، أمس، بينما جددت باريس رفضها الرضوخ لمطالب الخاطفين، على لسان إيمانويل فالس، الذي شدد في جلسة للجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، ردا على سؤال عضو بالجمعية، أمس، أن “فرنسا تتحمل مسؤولياتها لأنها عضو في مجلس الأمن الدولي، ولأن أمن أوروبا في خطر، وأمننا الوطني في خطر كما لم يكن قبل السنوات الأخيرة”. وفي سياق تبريره قرار الانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم “داعش”، أفاد فالس بأن “باريس اتخذت القرار بالتدخل ضد “داعش” بناء على طلب مستعجل من قبل السلطات ببغداد”. وانتقد فالس، ضمنيا، التزام دول أوروبية الصمت حيال تنظيم “داعش”، وقال إن “فرنسا لا يمكنها التصرف لوحدها من أجل أمن أوروبا”.وسعت تحليلات فرنسية إلى إيجاد روابط بين حادثة الاختطاف وبين الهجوم الذي شنه محمد مراح، بمدينة تولوز الفرنسية، في مارس 2012، من حيث هوية المختطفين، واحتمال أن تكون لهم صلات في الداخل الفرنسي. وقد أثارت عودة ثلاثة فرنسيين، من بينهم صهر محمد مراح، يشتبه في أنهم جهاديون من تنظيم “داعش”، إلى فرنسا بتخطيهم شرطة المطار، دون مشاكل، فضيحة أحرجت الحكومة الفرنسية، وكانت الشرطة الفرنسية تنتظرهم بباريس بينما دخل هؤلاء عبر مطار مارسيليا، قادمين من تركيا. واعترف وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، بعد الحادثة، بأن “هناك فوضى، لكن هذا يعود إلى الصعوبات بسبب غياب تعاون جيد مع الأجهزة التركية”، ورغم ذلك اعتقل الأشخاص الثلاثة، وسادت احتمالات من أن اعتقالهم سيزيد من تأزم وضع الرعية الفرنسي (قبل نزول خبر إعدامه).
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات