بخطفه رهينة فرنسيا وإعدامه في أقل من 24 ساعة من احتجازه، يكون ما يسمى تنظيم “جند الخلافة”، الذي وقع على شهادة ميلاده منذ أقل من أسبوعين من ظهوره للعلن كذراع موال لتنظيم “داعش” بالجزائر، قد كشف عن هويته الدموية وتبنيه منهج أبو بكر البغدادي، قناعة أو لكسب “أموال” من خزينة التنظيم الأم.حتى وإن أراد تنظيم ما يسمى بـ«جند الخلافة”، من وراء سرعة تنفيذ إعدام الرهينة الفرنسي، إعطاء رسالة على الراديكالية والدموية التي يتميز بها عناصر التنظيم الذي يتزعمه “قوري عبد المالك” المدعو “خالد أبو سليمان”، البالغ من العمر 37 عاما، والمنحدر من ولاية بومرداس، خصوصا بعدما أعلنوا، في أول بيان لميلاد تنظيمهم الجديد، لأميرهم الجديد وزعيم “داعش” أبو بكر البغدادي، بالقول “إن لكم في مغرب الإسلام رجالا لو أمرتهم لأتمروا ولو ناديتهم للبوا ولو طلبتهم لخفوا..، ويعتبرون أنفسهم “سهاما” يرمي بها أمير “داعش” حيث شاء، فإن هذه البربرية ليس بوسعها تحقيق معادلة الرعب التي يسعى “جند الخلافة” لتحقيقها، بعدما مارس تنظيم “الجيا” نفس الأسلوب، لكنه اندثر ولم يلق سوى الرفض من قبل الشعب الجزائري.ويظهر إعدام الرهينة الفرنسي أن “جند الخلافة” المنشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تم بعثه من قبل أعضاء في ما يسمى مجلس شورى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب لمنطقة الوسط، الذين اجتمعوا مع إرهابيين من “كتيبة الهدى” وبعض القياديين في سرايا أخرى، وأجمعوا على مبايعة أمير تنظيم “داعش”، أبو بكر البغدادي، بصفته “خليفة للمسلمين”.وجاء في بيان تأسيسه أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب بمعية تنظيم القاعدة الأم، قد “حادا عن جادة الصواب” وانحرف منهجهما وإنهم يتبرأون منهما، وأنهم اتفقوا على تأسيس تنظيم إرهابي جديد في الجزائر، تكون إمارته تحت سلطة الإرهابي خالد أبو سليمان الذي تمت مبايعته خلال الاجتماع المذكور. وبلجوئها إلى إعدام الرعية الفرنسي، تسعى جماعة “جند الخلافة” لكسب “ود” تنظيم “داعش” الأم، الذي يتوفر في خزائنه، حسب تقديرات خبراء أمنيين، أزيد من ملياري دولار، خصوصا بعدما حقق من وراء اختطافه متسلق الجبال الفرنسي هيرفي غورديل صدى إعلاميا دوليا كبيرا لنفسه ولـ«داعش”، حتى وإن كان نشاطه ميدانيا محصورا جيدا وعناصره محدودة العدد والعدة، وتحركاته منحصرة بين ثلاث ولايات هي تيزي وزو، بومرداس والبويرة، وهي المناطق المحاصرة من قبل قوات الأمن. كما أن زعيم تنظيم “جند الخلافة” المدعو “خالد أبو سليمان” يفتقد إلى الشخصية والمقدرة التي تجعله قادرا على تجنيد عناصر في صفوفه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات