حواجز أمنية لم تشهدها عشرية الإرهاب وتعزيزات أخرى في الأفق

+ -

الأجواء الآخذة في التشكل تؤشر على أن منطقة تيكجدة والمحاور الموصولة بها، ستخضع لمزيد من الإجراءات الأمنية المشددة، على اعتبار أن مواطنين يعترفون بأن الحواجز الأمنية ونقاط المراقبة الموجودة في بعض المحاور لم يعتادوا على رؤيتها حتى خلال عشرية الإرهاب، فعملية اختطاف الفرنسي هيرفيه غورديل تمت بالقرب من المكان الذي لقي فيه أربعة عشر عسكريا مصرعهم في الـ19 من شهر أفريل الماضي. الزائر لمنطقة تيكجدة السياحية الواقعة على بعد 35 كيلومترا إلى شمال شرق مدينة البويرة، يصبح في حضرة سلطة الطبيعة المتميزة والوعرة والخطيرة أيضا، وربما أن الفرنسي هيرفيه غورديل ومن كان معه من الجزائريين لم يتخذوا الاحتياطات اللازمة حيال ما قد يعترض طريقهم. فالمحاور الممتدة من مدينة البويرة إلى تيكجدة ومن هذه الأخيرة حتى مداخل مدينة تيزي وزو، تحولت إلى مسرح لإجراءات أمنية مشددة، بل وتؤشر الأجواء الآخذة في التشكل والتي وقفت عليها “الخبر”، على أن المنطقة ستخضع لإجراءات وتعزيزات أمنية إضافية. فعلى بعد 8 كيلومترات عن تيكجدة باتجاه البويرة، وجدنا ثلاثة حواجز أمنية، واحد مشترك بين عناصر الجيش الوطني الشعبي والدرك، وآخرين لعناصر الدرك الوطني، فيما نصب حاجزان لعناصر الجيش عند مدخل المنتجع السياحي تيكجدة، أحدهما كان عند مدخل الحظيرة الوطنية لتيكجدة. الجو العام بموقع تيكجدة لم يكن تطبعه حركة كبيرة للمتنزهين، ربما لأن عملية الاختطاف كان لها وقع كبير على تنقل الناس إلى هذا المنتجع، ولو أن أحد عمال مطعم الفندق يقول إن الأمور تسير على نحو عادي جدا، خاصة أن هناك نحو عشر عائلات تناولوا وجبة الغداء في المطعم، مشيرا إلى أنه لم يسمع بحادث الاختطاف إلا بعد مرور 24 ساعة على العملية. ومكان اختطافه يبعد بنحو 15 كيلومترا عن تيكجدة. والواقع أن آراء مواطني بعض المداشر التي مررنا عبرها تختلف عن المكان الذي اختطف فيه هيرفيه غورديل، معتبرين الاختطاف الأول من نوعه.وقال لنا مواطنون بمنطقة تيزي نكويلال، الواقعة إلى شمال شرق تيكجدة على بعد 3 كيلومترات: “صحيح أنه حدثت في وقت سابق اختطافات لأشخاص بمناطق فريحة، تاسيفت، إيبودرارن، تاخوخت وغيرها من قبل عصابات تمتهن السرقة، لكنها لم تشمل الأجانب”. وأضافوا: “سمعنا أنه اختطف بالمكان المسمى تيزي نكويلال “. عندما مررنا على هذا المكان وجدنا حاجز مراقبة لعناصر الجيش في مفترق للطرق، تؤدي طريق منه إلى بلدية مشدالة. فيما روى لنا أزيد من 7 مواطنين بأحد مقاهي منطقة إيبودرارن الواقعة على بعد 20 كيلومترا عن تيكجدة، “إن مواطني دشرة آيت واعبان يقولون إن الخاطفين نقلوه عبر الطريق الذي يعبر دشرتهم باتجاه الجبل، دون أن يتوقفوا ودون أن يتفطن لهم أحد، وسكان هذه الدشرة يحرصون بأنفسهم على إشاعة أجواء الأمن في المنطقة، لأنهم مسلحون، وقد تصدوا عدة مراتلعصابات السرقة. ومع ذلك فإن بعض سكان مداشر تيزي نكويلال، إيبودرارن وتيكجدة، قالوا لنا إن جبال المنطقة تعتبر ملجأ أو قواعد خلفية للإرهابيين، فهم ينفذون عمليات في جهات معينة ثم يفرون إلى هذه الجبال، ويساعدهم في ذلك نوعية التضاريس الجغرافية، لأن الزائر للمنطقة يكتشف جبالا تأخذ قممها شكل الإبرة ومنحدرات خطيرة وغابات ووديان، بل حتى المسلك الذي سرنا فيه من تيكجدة مرورا بتيزي نكويلال وصولا إلى إيبودرارن كان في غاية الخطورة. ولم نكن نعلم أننا مررنا على المنطقة التي قتل فيها 14 عسكريا خلال شهر أفريل الماضي، وهي منطقة تسمى أمراح إحموشن، وهي جبلية تقع وراءها دشرة آيت واعبان ودشرة آيت علاوة، وهي لا تبعد إلا ببضعة كيلومترات عن مكان الاختطاف، يضيف بعضهم. ولم يستسغ المواطنون الإجراءات الأمنية التي اعتبروها غير مألوفة، بالنظر إلى الحواجز ونقاط المراقبة التي نصبت عند منطقة الثلاثاء البعيدة عن إيبودرارن بكيلومترين، وتلك التي نصبت عند مفترق الطرق المؤدي إلى واسيف وتاخوخت، وقالوا لنا “إنه حتى خلال فترة عشرية الإرهاب لم نلحظ هذه الحواجز المشتركة للجيش والدرك، فهي تنذر بإجراءات أخرى ستتخذ قريبا”، إلا أن هؤلاء قالوا لنا: “نحن لا نريد دعاية لمنطقتنا على أنها معروفة بالإرهاب، بل نحن حاليا نعيش حياة عادية وآمنة والإجراءات الأمنية لم تؤثر علينا، فنحن نتحرك بشكل عادي ونسهر حتى ساعة متأخرة من الليل”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: