+ -

 الركن الثالث: الوقوف بعرفة بعد الغروب ولو لحظةليلة النّحر ويكفي في أيّ جزء منه ووجب فيه طمأنينة. والوقوف نهارًا بعد الزّوال واجب ينجبر بالدم. وسنّ خطبتان بعد الزّوال بمسجد عرفة يعلمهم الخطيب ما عليهم من المناسك. وسنّ جمع الظهرين (الظهر والعصر) وقصرهما.ونُدِب وقوف بجبل الرّحمة متوضئًا ومع النّاس وركوبه حال وقوفه فقيام ثمّ إن عجز يجلس. ووجب النّزول بمُزدلفة بقدر حطّ الرّحال وأكل وشرب وصلاة (حيث تُصلّى العشاءان: المغرب والعشاء فتجمعان جمع تأخير)، فإن لم ينزل فعليه دم وندب وقوفه بالمَشعر الحرام مستقبلًا للبيت للدّعاء والثّناء على الله، ورمي جمرة )يُنْدَب الرّمي بعد طلوع الشّمس إلى الزّوال من يوم النّحر( العقبة حين وصوله بسبع حصيات يلتقطها من المزدلفة بنفسه وإن راكبًا، وتكبيره مع كلّ حصاة، وندب تتابع الحصيات.وقد حصل له بهذا الرّمي التحلّل الأصغر فيحلّ له ما عدَا النِّساء والطِّيب والصّيد، وينحر هديه ويحلق رأسه ثمّ يأتِي مكة لطواف الإفاضة. ويرمز إلى أعمال الحجّ يوم النّحر بـ (رنحط) إشارة إلى الرّمي ثمّ النّحر ثمّ الحلق ثمّ الطّواف والمراد به هنا طواف الإفاضة.ومزايا هذا الوقوف كثيرة، فهو مؤتمر يحضره سنويًا مئات الألوف من الحجّاج يأتون من مختلف أنحاء العالم يقفون في صعيد واحد يدعون الله ويَسألونه الرّحمة وغفران الذّنوب.ومن حكم الوقوف بعرفة، تجديد الشّخصية والانخلاع من الماضي المشوب بالإثم والباطل وتجديد العهد مع الله على استئناف حياة نظيفة مستقيمة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حديث أخرجه البخاري: ”مَن حَجّ فلَم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمُّه”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: