صنفت هيئة ”ليم” الفرنسية التي تجمع أكبر وأهم شركات الصناعة الصيدلانية في فرنسا، الجزائر كتاسع أهم زبون على المستوى العالمي لشركات الأدوية والمخابر الفرنسية، بمجموع قيمته 736 مليون أورو، وتصدرت الجزائر قائمة البلدان الإفريقية والعربية، كما جاءت في الترتيب قبل الصين والمكسيك وكندا.
يفيد التقرير الصادر عن الهيئة الفرنسية أن الشركات الفرنسية قامت بتصدير ما قيمته 25 مليار أورو خاصة باتجاه الاتحاد الأوروبي ودول أوروبا الوسطى والشرقية ولكن أيضا إلى بلدان مثل الولايات المتحدة والجزائر، كما عرفت الصادرات الفرنسية انتعاشا في 2012 و2013 مقارنة بـ2011 التي عرفت انكماشا وتراجعا نتيجة انخفاض مستوى الواردات لدى دول المغرب العربي منها الجزائر ودول الشرق الأوسط وكوت ديفوار واليابان، فضلا عن سياسات تخفيض الأسعار المطبقة في دول الاتحاد الأوروبي مثل اليونان وإسبانيا ودول أخرى مثل تركيا. وقدرت الصادرات الفرنسية الإجمالية 25.296 مليار أورو عام 2012 بنسبة نمو بلغت 14.8 في المائة مقارنة بـ2011، أين تم تسجيل 22.030 مليار أورو، بينما بلغت الصادرات في 2013، ما قيمته 26.299 مليار أورو بنسبة نمو بلغت 4.0 في المائة مقارنة بـ2012. واستنادا إلى التقديرات الإحصائية التي تقدمها الهيئة الفرنسية، فإن الجزائر تبقى من بين أهم زبائن الشركات الفرنسية، حيث تأتي في المرتبة التاسعة عالميا والأولى عربيا وإفريقيا، وتأتي بلجيكا في مقدمة زبائن فرنسا بقيمة 4.912 مليار أورو سنة 2013، بينما تصدرت القائمة بريطانيا في سنة 2000 بـ1.014 مليار أورو، وجاءت ألمانيا في المرتبة الثانية في 2013 بما قيمته 2.844 مليار أورو، تليها الولايات المتحدة بـ1.863 مليار أورو، فإيطاليا بـ1.240 مليار أورو، بعدها جاءت بريطانيا بمليار أورو، لتتبعها في الترتيب اليابان بـ960 مليون أورو وإسبانيا بـ813 مليون أورو، وروسيا في المرتبة الثامنة بـ809 مليون أورو. أما الجزائر التي صنفت في المرتبة التاسعة بواردات قدرت إجمالا بـ736 مليون أورو مع إدراج الأدوية والمواد الصيدلانية الموجهة للبيطرة، فإنها ظلت دائما ضمن الدول العشر الأولى عالميا بالنسبة للشركات الفرنسية، حيث صنفت أيضا عام 2000 في الرتبة التاسعة بما قيمته 312 مليون أورو، وعليه فإن إجمالي الواردات الجزائرية تضاعفت بصورة كبيرة ما بين 2000 و2013، إذ بلغ الفارق 424 مليون أورو، وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر احتلت المرتبة الثالثة عام 1990 من بين أبرز زبائن الشركات الفرنسية بعد ألمانيا الفدرالية قبل توحيد الألمانيتين وهولندا، حيث قدرت المقتنيات الجزائرية بما يعادل 176 مليون أورو، ويظل السوق الجزائري من بين أهم الأسواق على المستوى القاري، حيث يبقى الغلاف المالي المخصص لواردات الأدوية بأشكالها معتبرا ويتراوح ما بين 2.1 و2.2 مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية، وتقدر الحصة الجزائرية من إنتاج الأدوية حوالي 35 في المائة، مقابل 65 في المائة للواردات في الخارج، ويظل الإنتاج المحلي غير قادر فعليا على تغطية الجزء الأكبر من حاجيات السوق المتنامية، رغم إعلان السلطات العمومية مرارا بأنها تسعى إلى تطبيق سياسات إحلال واردات وتنويع مصادر التموين وتشجيع الاستثمار وتطوير حصة الأدوية الجنيسة، ورغم تعامل الجزائر مع 45 بلدا ودولة في مجال الصناعة الصيدلانية، ورغم التغيرات البنيوية المسجلة في صناعة الأدوية العالمية، إلا أن دور الشركات والمخابر الفرنسية لا يزال قائما ومهما.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات