تأمّـــــلات في ســـورة لمُزمِّـــــل

+ -

 يقول الأستاذ راتب النابلسي: قال الله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً * إنّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} الآية:11-13. إنّ هؤلاء المعاندين هم الأعداء الألدّاء العُصاة المكذّبون الّذين يريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواههم، فهؤلاء دعهم يا محمّد لي. وإنّ أخطر كلمة في القرآن الكريم هي قوله تعالى: {وَذَرْنِي} أي: دعه لي يا محمّد، فأنا أربيه، أنا أداويه، أنا أحمله على التّوبة بطريقة صعبة جدًّا، قال تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} البقرة:286.{وذَرْنِي} هي كلمة تهديد من أعلى درجة.. دعه لي، فإن دعيت إلى الحقّ فاستَجِب، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} الأنفال:24، إذا دعيت فاستجب وإلّا انطبق على هذا الإنسان قوله تعالى: {وَذَرْنِي} أي: دعه لي، فإذا دعيتَ إلى طاعة الله والاستقامة على أمره وأنتَ في صحّة وعافية ونشاط وبحبوحة فاستَقِم واستجِب وآمِن وصلِّ وطبِّق أمر الله عزّ وجلّ، قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} القصص:50، عندئذ ينطبق عليهم قوله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً}. وقال تعالى: {إنّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيمًا} آية:12، أي: قيودًا تنكّل بالإنسان. {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} آية:13، أي: لا يستساغ.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: