يراهن المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا على تشجيع الإنتاج السينمائي من أجل الدفاع عن قضايا الذاكرة التي تهم المهاجرين في فرنسا، كما قال ستورا، في حوار صحيفة “لوموند” على هامش تعيينه رسميا مديرا لمتحف الهجرة في باريس، إن هناك العديد من القضايا التي تخص الذاكرة والمهاجرين بحاجة إلى الحوار وتشجيع الإنتاج السينمائي، واعتبر بنجامين أن تعيينه على رأس متحف الذاكرة بباريس مؤشر على نهاية عهد من الجدل السياسي حول هذا المشروع، لكنه يصر على مواصلة التطرق لقضايا مثيرة للجدل، منها حقبة الاستعمار وحرب الجزائر.وأضاف بنجامين، في تصريحاته الإعلامية، أن هناك ثلاث قصص لا ينبغي إغفال أي منها، كما قال: “قصص الجنود الفرنسيين، وقصص الجزائريين، وقصص أولادهم.. علينا أن ننظر إلى كل ذلك، وإلا سنقع في خطر الصدام”. وعلى ذلك، فإن ستورا يعتزم التوجه إلى ثلاثة أنواع من الجمهور: الفرنسيين “حتى يتعرفوا على إسهامات المهاجرين في مجتمعنا”، والمهاجرين الذين يميلون أحيانا للقطع مع ماضيهم”، وأبنائهم الذين تطرأ عندهم أسئلة عن هوياتهم وأصولهم. وتعود فكرة إنشاء متحف حول موضوع الهجرة إلى جامعيين ونشطاء أرادوا في التسعينيات من القرن الماضي الإشارة إلى مساهمة المهاجرين في المجتمع الفرنسي.وكان هذا المتحف من المشاريع التي ينادي بها رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق الاشتراكي ليونيل جوسبان 1995-1997، وكان ضمن البرنامج الانتخابي للرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك 1995-2007. لكن هذا المتحف لم يفتح أبوابه فعليا سوى في العام 2007، إثر انتخاب الرئيس نيكولا ساركوزي، وحمل اسم “المدينة الوطنية لتاريخ الهجرة”، في ظل جدل كبير آنذاك حول قانون يطالب بالحد من الهجرة. لكن الصيغة التي أنشئ فيها المشروع في عهد ساركوزي لم تكن مرضية للكثيرين، فقد استقال عدد من الأكاديميين منه في العام 2009. وفي العام 2010 أدى احتلال مبنى المتحف من قبل مئات الأشخاص الذين لا يحملون أوراقا ثبوتية إلى طمس صورة المشروع تماما.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات