+ -

 وسع الطيران الأمريكي الضربات الجوية على مواقع ”داعش” لأول مرة منذ انسحابه من العراق في ضواحي العاصمة بغداد. فبعد ندوة باريس، صارت كل الضربات ممكنة، وقد جاء في البيان الختامي للندوة أن تنظيم ”داعش” أضحى يشكل ”خطرا على المجموعة الدولية” بالكامل، ويتطلب ذلك محاربته بـ ”جميع الوسائل”. بمعنى أن الائتلاف العسكري الذي أقيم، دون المرور على شرعية الأمم المتحدة، دخل في حرب من نوع جديد في المنطقة العربية، حرب قد لا تختلف عن تلك التي قام بها تحالف سابق بعد أحداث 11 سبتمبر في أفغانستان والعراق.ربما الجديد يكمن في تسليح الأكراد بحجم كبير من الأسلحة لم تشهده المنطقة من قبل، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والاتحاد الأوروبي وحتى الولايات المتحدة في القائمة السوداء. ويري المحللون أن الحرب التي تقودها أمريكا تنبئ بمخطط جديد قد ينهي حدود ”سايس بيكو” التي وضعت خريطة الشرق الأوسط، الموجودة حتى الساعة، بعد الحرب العالمية الأولى. أي أن العالم، بحكم ظهور تنظيم ”داعش” المفاجئ، سيشهد توزيعا جغرافيا جديدا للمنطقة، قد يقسم العراق إلى 3 أجزاء، بإنشاء دولة كردستان، ما جعل تركيا تنشئ منطقة محرمة على طول الخط مع سوريا والعراق حتى لا يتسرب إليها الشر. في الميدان، أسقط ”داعش” أمس مقاتلة سورية في الرقة. ويقاوم هذا التنظيم جيوش 27 دولة، من بينها 10 دول عربية تشارك في تمويل الحرب. وتنظيم ”داعش” ذاته متنوع التركيبة، فحسب تقرير أعتده ”سي أي أي”، يتشكل التنظيم من 20 إلى 31 ألف مقاتل (ألفين من دول غربية) جاؤوا من 74 بلدا. إذ تحتل تونس الصدارة بحوالي 3000 مقاتل، ثم السعودية بألف و500 مقاتل. ويتوزع الجهاديون على معظم دول العالم من الصين إلى الولايات المتحدة. وفي آخر تطور، دعا كل من القاعدة في المغرب واليمن تنظيم ”داعش” إلى وقف التناحر وتوحيد الصف لمواجهة ”التحالف الشيطاني الذي يهددنا جميعا”، حسبما نقلته أمس الوكالات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: