الحـرارة تمنـــع تلاميـــذ الجنــــوب مــــــــن الالتحـــــــــــاق بالمــــــــدارس

+ -

رد تلاميذ الجنوب على تجاهل وزارة التربية لطلبات تأخير الدخول المدرسي بحملة مقاطعة واسعة للدراسة، حيث سجلت أغلب المدارس أقل نسبة من الحضور في أغلب ولايات الجنوب الـ8، بسبب ارتفاع درجات الحرارة الى 42 و48 درجة في بعض المناطق الصحراوية. اضطر الأولياء لمنع أبنائهم من التنقل للمدارس خوفا من إصابتهم بضربات شمس، بينما لجأ معلمون في عدة ولايات بالجنوب إلى السماح للتلاميذ بأخذ قسط من الراحة كل نصف ساعة للاغتسال وشرب الماء، كحل مؤقت للوضع الكارثي الذي فرضته رزنامة الدخول المدرسي والتي لم تأخذ بعين الاعتبار المناخ الحار السائد في ولايات الجنوب وكذا افتقاد غالبية المؤسسات التربوية للمكيفات الهوائية.  وقال متتبعون لقطاع التربية إن الوزارة تجاهلت الوضعية الخاصة لأكثر من مليون تلميذ في الطور الأول بـ8 ولايات بالجنوب، حيث فرضت على تلاميذ السنة الأولى ابتدائي الذين لا يزيد سنهم عن 6 سنوات التنقل إلى المدارس تحت حرارة لا تقل عن 48 أو 44 في ولايات أدرار وتمنراست وورڤلة، بينما لا تقل درجة الحرارة في ولايات غرداية وبشار وبسكرة والوادي عن 40 أو 42، وتكمن المشكلة في العديد من المناطق في أن المدارس تبعد عن مواقع إقامة التلاميذ في بعض قصور أدرار وقرى عين صالح وجانت بمسافة لا تقل عن 7 أو 10 كلم، ويقول السيد أوقشو سيدي عبد الله، أحد رؤساء جمعيات أولياء التلاميذ بولاية أدرار: “يبدو أن مسؤولي الوزارة لم يزر أي منهم الجنوب في الصيف”، ويضيف المتحدث “لقد تحولت بعض الأقسام غير المجهزة بالتكييف ولا بالمراوح إلى ما يشبه الأفران”.  وشهدت عشرات المدارس في ورڤلة وأدرار وتمنراست مقاطعة جماعية للدراسة ولم يستجب التلاميذ في أكثر من 100 مؤسسة تربوية بولايتي أدرار وورڤلة، حسب نقابيين من اتحاد عمال التربية والتكوين لموعد الدخول المدرسي، واكتفى آلاف التلاميذ بتسديد حقوق التمدرس ثم مقاطعة الدراسة، أما الذين قرروا الحضور فإن عددهم قليل جدا وقد يصل في بعض الأحيان إلى نصف التعداد خاصة في الثانويات، إذ أغلب الحاضرين كانوا من الراغبين في الحصول على فرصة لإعادة السنة. ويقول أولياء تلاميذ من مدينة المنيعة بولاية غرداية “يبدو أن الوزارة ليست على اطلاع بالأحوال الجوية”، وقال آخرون من عين صالح في اتصال هاتفي “كيف يمكن لوزارة التربية أن تقرر موعدا للدخول المدرسي في مناطق تتعدى الحرارة فيها 44 درجة”، وأضافوا إن “الدخول المدرسي في هذه الظروف المناخية وفي ظل انعدام مكيفات الهواء داخل الأقسام يعني أن الوزارة تعاقب التلاميذ، كما أن الحجرات ساخنة جدا، لأن المكيفات ذات قدرة تبريد ضعيفة ولا تقاوم الحرارة الشديدة”.

ويقول السيد نوز عبد الوهاب، رئيس جمعية أولياء تلاميذ من تمنراست “أغلب أولياء التلاميذ رفضوا المغامرة بأبنائهم وتعريضهم لضربات الشمس، التي قد تؤدي إلى الوفاة، بالإضافة إلى خلو الشوارع من المارة ووسائل النقل والمواصلات ما يزيد من احتمال وقوع عمليات الاعتداءات على الأطفال وحتى الاختطاف، فبذلك تكتفي بإرسال أبنائها في الفترة الصباحية فقط، أما الأستاذ شكال خليل من بريان بغرداية، وهو عضو في النقابة الدولية للأساتذة، فقال: “تواصل وزارة التربية تجاهل مطلب نقابات التربية بمراجعة موعد الدخول المدرسي بالجنوب، لهذا واجهت هذه السنة حالة من الفوضى في أكثر من 70 بالمائة من مدارس الجنوب... مختلف أطراف العملية التربوية من تلاميذ وأساتذة وحتى الأولياء، كان القاسم المشترك فيها أن الدخول المدرسي في الجنوب الجزائري لابد من مراجعته على مستوى الوزارة، وهو المطلب الذي رفعته العديد من نقابات التربية لوزيرة التربية الوطنية لتعديل وتأخير موعد الدخول المدرسي في الجنوب الجزائري، نظرا للظروف القاسية والصعبة التي تميّز هذه المناطق والولايات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: