يستعد الشاب نورين شوارفية، لخوض مغامرة جديدة على متن دراجته الهوائية حاملا رسالتين مفادهما حماية البيئة والتوعية من مخاطر الطرقات، على مسافة 2800 كيلومتر من وهران إلى تونس ثم من تونس إلى وهران. ومن المفروض أن تنطلق المغامرة في أكتوبر القادم، ريثما تجيب المؤسسات التي راسلها نورين شوارفية لدعمه ماديا في هذا المشروع. ويقول “في كل الحالات، فإنني سأباشر الرحلة، خاصة وأن دراجتي جاهزة مع كل تجهيزات الرحلة، وسأجوب الساحل الجزائري انطلاقا من وهران إلى غاية الحدود ثم أدخل تونس، التي وعدتني السفارة الجزائرية فيها بتسهيل رحلتي”. وكان نورين شوارفية، الذي يشتغل في مجال السينما والأنفوغرافيا، قد خاض مغامرة سابقة السنة الماضية “حينها اعتقد كل المحيطين بي أنني أصبت بالجنون، لكنني انطلقت من وهران في 20 ديسمبر 2013 نحو كرزاز في ولاية بشار، وعدت يوم 10 جانفي 2014 إلى وهران. وكانت الرحلة في غاية التشويق والإثارة. واكتشفت طيبة الناس الذين استقبلوني واحتضنوني في كل المدن التي عبرتها. في تلك الرحلة اكتشفت الاعتداءات التي تتعرض لها البيئة في بلادنا، وعدم احترام بعض الناس لها والذين يرمون قاذوراتهم عشوائيا، مشوّهين محيطا جميلا، كما اكتشفت جنون السائقين وعدم احترامهم للذين يقاسمونهم الطريق، وكيف يستعملون مركباتهم معرضين الناس لمخاطر الإعاقة والموت. وهو ما حفّزني على تكرار التجربة التي كنت أتمنى أن تنطلق من مدينة فاس المغربية نحو تونس، وأريد أن أحمل رسالة للذين أصادفهم في طريقي: “حافظوا على البيئة وحافظوا على حياتكم وحياة الآخرين”. وفي رحلته من وهران إلى كرزاز بولاية بشار، التقى نورين شوارفية مئات الناس “لقد اندهش كل من صادفني في الطرقات، وتوقّف كثير من سائقي السيارات ليسألوني إن كنت في حاجة إلى شيء ما. وفي كل مدينة نزلت فيها رحّب بي سكانها وآووني وأطعموني وأحسنوا استقبالي. واكتشفت طيبة وكرم الجزائريين. كانت تلك الرحلة تحد شخصي، أردت أن أكتشف إلى أي حد يمكن للإنسان أن يدفع قدراته البدنية والذهنية. واكتشفت أن الإنسان يملك قدرات لا يعرفها في ذاته. وفكرت أن أكرر التجربة، لكن قررت أن أعطي لها معنى هذه المرة. وأريد أن أصل إلى أشقائنا في تونس على متن دراجة نارية، لأن بعض الأصدقاء في هذا البلد الشقيق الذين وجّهت لهم الدعوة للقدوم إلى وهران، قالوا لي إن الأمن غير متوفر في الجزائر. أريد فقط أن يعرفوا أننا بلد مثل كل بلدان العالم، وسأصل إلى تونس ثم أعود إلى وهران ليعرف أصدقائي في مدينتي أنه في الحياة لا يوجد مستحيل، ثم لأحمل لأصدقائي في تونس رسالتي”.
وستنطلق التحضيرات لرحلة نورين شوارفية من وهران إلى تونس يوم 19 سبتمبر القادم، بحفل موسيقي في المسرح الجهوي عبد القادر علولة تنشّطه عدد من الفرق وتعود مداخيله لتمويل الرحلة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات