“أنا أتشكك في كل ما أراه وما أسمعه حول داعش”

38serv

+ -

العالم ملتهب بالتداعي ضد ما يطلق عليه الدولة الإسلامية في العراق والشام، كيف ترون هذه القضية، وأين نحن منها ؟أعترف بأنني لا أملك معلومات موثقة صادرة عن مصالح مخابراتية مؤهلة، وأنا أعتمد بالتالي على تحليل المعلومات الواردة عبر عدة منابر إعلامية وبعض وسائل التواصل الاجتماعي، وكلها تقول إننا نتعرض لفبركة إعلامية لا تختلف في شيء عن الفبركة التي عشناها مع تفجيرات سبتمبر 2001 في نيويورك، والتي أسمتها تلفزة فرنسية مؤخرا أكاذيب إعلامية طبختها مصالح أمريكية اعترفت قبل ذلك بأن أمريكا في حاجة إلى “بيرل هاربر” جديد ليستفيق الشعب الأمريكي.وقد قامت الولايات المتحدة آنذاك بحشد نحو ثلاثين دولة للقضاء على من أدعت أنهم يقفون وراء تدمير برجي نيويورك، وكانت النتيجة فضيحة تاريخية، إذ أن كل تلك الحشود لم تنجح في القضاء على مجموعة من الحفاة العراة، الذين ما زلت إلى يومنا هذا لا أعرف على وجه التحديد من يزودهم بالأسلحة التي مكنتهم من الصمود أكثر من عشر سنوات في وجه أعتى قوة ضاربة في العالم، واختتمت العمليات بمسرحية إعدام أسامة بن لادن، بعد أن انتهى دوره كمبرر لاستئساد نظام الرئيس بوش.وكان الهجوم الفاشل على تورا بورا هو مقدمة الاعتداء الإجرامي على العراق، والذي أدى إلى تخريبه تماما، وإلى درجة أن القوات العراقية التي دربتها الولايات المتحدة وأحسنت تسليحها هزمت من قبل عدة عشرات أو مئات، خصوصا في الموصل، حيث تعرض المسلمون السنّة إلى عمليات إجرامية من قبل السلطة القائمة، وعندها تم إبراز دور الدولة الإسلامية في العراق والشام.وأنا أتساءل الآن: كم عدد قوات ما يسمى داعش، وهل هذا العدد، مهما كبر، يحتاج إلى تكتل أقوى دول العالم لإجهاضه، وبالتالي فأنا أتشكك في كل ما أراه وما أسمعه.ولكن الأمين العام لجامعة الدول العربية نادى بضرورة إنشاء تكتل دولي لمحاربة الإرهاب، وهو لا ينطق عن الهوى؟أحسنت، هو لا ينطق عن الهوى فعلا، والسؤال هو: من يعطيه التعليمات ليطلق تلك النداءات، في حين لم نسمع له صوتا في مواجهة الأزمة اليمنية أو المأساة الليبية أو إرهاب الكيان الصهيوني وهولوكوست غزة أو اضطهاد المسلمين السنّة من قبل نظام المالكي في العراق، ناهيك عن ذبح المسلمين في ميانمار، وكلها في صميم اختصاصه، على الأقل كسياسي عربي مسلم ؟من يعطيه التعليمات في رأيك؟ليس سرا أن الجامعة العربية هي ذيل لوزارة الخارجية في بلد المقر، والذي لم يستطع حتى اليوم محو صورة الثورة المضادة، واستعمل مبرر محاربة الإرهاب ليقضي على أول تجربة ديمقراطية حقيقية عرفها الوطن العربي، والدول التي تدعم هذه الوضعية معروفة، وهي لا تخفي ذلك.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: