طــــلاب غـزة يعـودون تحـــت شعـــار “الكبار يموتون والصغــار ينـسون”

+ -

«الكبار يموتون والصغار ينسون”، شعار أطلقه دافيد بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل، وطالما ردده وعول عليه كبار الساسة الإسرائيليين، بل رسموا له الخطط، وبذلوا من خلاله الجهود الكبيرة لإقامة الكيان الصهيوني بالقضاء على أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، إما بقتلهم أو بترهيبهم أو إبعادهم عن المراكز التعليمية وتدميرها، وبالتالي تهجيرهم وتجهيلهم من فوق أنقاض مدارس غزة في خانيونس والقرارة وجباليا وحي الشجاعية. يقف طلابها يتحسرون على مدارسهم التي دمرت صواريخ الاحتلال معالمها. وفي المقابل تتمسك هذه الأجيال الشابة بحقها في التعليم بعودتهم إلى مدارسهم، غدا، رغم دمارها وألمهم، إيمانا منهم بثقافة ورثها الآباء للأبناء فأسقطت مقولة بن غوريون. الطالبة حنان 16 عاما من غزة تقول لـ«الخبر” بلغة تحدي وإصرار الفلسطينيين على مواصلة طريق العلم: “الكبار يموتون جسديا، ولكن وصاياهم وقصص صمودهم البطولية ستبقى حاضرة في الأذهان لتمثل زخما ثقافيا وتراثيا ووطنيا تتناقله الأجيال ويحافظ عليه الصغار، اليوم سوف نرجع إلى مدارسنا المدمرة لنحقق حلم العودة إلى جميع المدن التي هجر أجدادنا عنها قسرا”. يقف الطالب محمد، 17 عاما، على أرض ملعب كرة القدم الذي تبقى من مدرسته ممتعضا: “هي المدرسة الوحيدة القريبة من بيتنا، لم يتبق أحد هنا، فجميع طلبة المدرسة من الحي يأتون صباحا برفقة ذويهم ويغادرون مساء”. توقف محمد قليلا عن اللعب بكرته وقال بعفويه لـ«الخبر”: “معظم البيوت غير صالحة للسكن، ما اضطر غالبيتهم إلى السكن في أماكن أخرى وتغيير مكان الدراسة”.استشهد ثمانية طلاب من مدرستي، بكى محمد، واصل لـ«الخبر” بصوت متهدج: “عذبتني صواريخ إسرائيل، قتلت أبي واثنين من إخوتي، وقتلت أصحابي الثمانية، اسمحلي لم أستطع الحديث معك”. ليست وحدها مدرسة الطالب محمد التي تعرضت للتدمير من قبل صواريخ الاحتلال الإسرائيلي؛ فقد دمر ما يقارب 174 مدرسة وذلك حسب إحصائية أعدتها وزارة التربية والتعليم. وإلى مدرسة الشجاعية الأساسية جاءت الطفلة بيان برفقة والدتها، لتأكيد تسجيلها في الصف الأول ابتدائي، فقد كانت تأتي الطفلة دوما إلى مدرستها الجديدة لتفقدها وتخبر والدتها بأنها لم يتم قصف فصلها، لكن صواريخ طائرات الاحتلال التي قتلت عمها وأخاها وأبادت فصلها، ولم تبد حلمها، تقول لـ«الخبر” بلهجتها البريئة: “بيتنا انقصف وكمان المدرسة سأروح إلى مدرستي وأحصد درجات عليا لإغاظة “إسرائيل”. وكيل وزارة التربية والتعليم زياد ثابت تحدث لـ«الخبر” عن كيفية سير عمل المدارس: “تم نقل عدد كبير من الطلبة إلى مدارس أخرى مع تسهيل نقل ملف أي طالب للمدرسة القريبة من مكان سكنه الجديد”. وعن الحالة النفسية التي يمر بها طلاب وطالبات غزة، قال ثابت: “سيكون الأسبوع الأول من الدراسة للتفريغ النفسي ومسرحا للدمى والرسم، ومن ثم يتبعه الأكاديمي بشكل طبيعي”، موضحا أن المدرسة المتضررة بشكل كلي ستغلق أمام الطلبة.وخلال الحرب الصهيونية على غزة، فقدت وزارة التعليم بغزة 22 مدرسا وموظفا، إلى جانب 500 طالب ارتقوا شهداء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: