نحن، مجاهدي ومناضلي وأبناء الشهداء وأبناء المجاهدين وباحثين في التاريخ من جامعة محمد خيضر المجتمعين بمقر المنظمة الوطنية للمجاهدين بالمكتب الولائي ببسكرة، نقدّم توضيحات على ما جاء في تصريحات المجاهد الطيب غقالي نشرت تفاصيله تحت عنوان “في ضيافة حامل البريد بين الولايتين الأولى والسادسة”..وبعد اطّلاع الجميع على ما ورد في الجريدة لم يستطع المجاهد الطيب ذكر اسم شخص واحد من المجاهدين مازال على قيد الحياة، وكأنه يريد أن يصبح مرجعا تاريخيا مهما، الأمر الذي جعله يذكر في حواره الأموات دون الأحياء (الأسماء بالترتيب كما جاءت في الجريدة: الهاشمي احليمي، العربي بن مهيدي، مصطفى بن بولعيد، حسين برحايل، سي الحواس، رابح بيطاط، بشير بومعزة، بن طوبال، بن عودة زروق موساوي، بن بلة، عاجل عجول، مصالي الحاج، كريم بلقاسم، الرائد عز الدين، محمد شعباني، محمد بن بولعيد، عمر إدريس، العربي بعرير، محمد الشريف بن عكشة، حسوني رمضان، محمد السبع وعماري مزيان) رحمهم اللّه جميعا، فصال وجال وأظهر من النرجسية ما جعله يقنع نفسه على أنه مسؤول كبير وهو الذي لم يتعد رتبة جندي أو عريف أول، وذلك ما أكده بالإجماع الحضور من ضباط ومجاهدي الولاية السادسة.وما يلاحظه القارئ بتعجب كيف للجندي الأمي أن يتكلم عن هؤلاء القادة من الشهداء والمجاهدين الأموات الأبطال، وكأنه هو المجاهد الوحيد الذي مازال على قيد الحياة أو أنه يتخوف من حقيقة المجاهدين الأحياء، مع العلم أنه تجنّد سنة 1957 وتعرّض في تصريحاته إلى بعض الشهداء والعمليات كانت قبل تجنيده. وأصرّ الرجل في تصريحه على أنه حامل بريد بين الولايتين الأولى والسادسة، وأنه ذهب مع سي الحواس إلى الولاية الثالثة وعاد إلى الأوراس.. مثل هذا الهراء قد يغضب الشهداء في قبورهم ويثير تعجب الضباط والمسؤولين الأحياء من مثل هذه الافتراءات على التاريخ، حيث أجزم كل العارفين له من ضباط ومسؤولي الولاية السادسة، أمثال محمد بن كحلة ومحمد هنداوي وعمر اكريد والجموعي بوذينة وعلي يخلف وحشاني حساني وبشير زاغز وعمر بن يدير وعماري عبد القادر بن المبروك وحشاني الجموعي، وقائمة الحضور كانت كبيرة تشهد على أن الرجل لم يكلّف في يوم من الأيام بالبريد.فالبريد عبر الولايات لا يكلّف به إلا من هو في رتبة مساعد أو أكثر، لأن القوانين والتعليمات إبان الثورة كانت صارمة ومحترمة، خاصة مع سي الحواس، وأكد الجميع أن النشاط الثوري للرجل لم يتعدّ تلقي الأوامر للعناية بالحيوانات التي كانت تشكل آنذاك أهم وسيلة للنقل.وذكر سي الطيب أنه يعرف الكثير من الزعماء، وقال إن أحمد بن بلة حضر إلى بسكرة ومشونش وشناورة وإينوغيسن وغير ذلك من الطنين الذي يسد الأذن، ربما تكلّم بدله آخرون وهو كبير في السن ومريض. ولعل القطرة التي أفاضت الكأس هي تلك الأراجيف التي وجهها سي الطيب في حق البطلين الشهيد الملازم الأول محمد السبع والمجاهد المساعد عماري مزيان رحمهما اللّه أنهما وراء عملية استشهاد سي الحواس وعميروش وهما قد شاركا في المعركة. هذه المعلومة أدهشت الحضور، خاصة وأن الجميع يعرف الرجلين حق المعرفة، بل إن كل مواطني الزاب نساء ورجالا يعرفون البطلين. فعماري مزيان، كما جاء على لسان جل المجاهدين الحضور، وكذا رسالة الملازم الأول في جيش التحرير بلقاسم زروالي الذي تعذر عليه الحضور، كان رفيق الشهيد سي الحواس وسنده شارك رفقته في العديد من المعارك، منها معركة جبل ثامر التي أصيب فيها بجروح بالغة الخطورة وألقي عليه القبض رفقة 8 من رفاقه، حيث أمضى بقية أيامه في السجن يعاني من التعذيب إلى أن استرجعت الجزائر سيادتها حينها خرج من السجن. فإذا أراد المجاهد الطيب أو من يريد الاطلاع على حقيقة استشهاد البطلين سي الحواس وعميروش نحيله إلى مجلة أول نوفمبر مارس1977، حيث كتب المجاهد عماري مزيان عن الحقائق التاريخية للمعركة ومجرياتها وكيفية استشهاد وأسر الأبطال، وهو الكلام نفسه الذي سمعناه أمام كل الحضور من قِبل المجاهد الجموعي بوذينة، وما أكده كل المجاهدين الحاضرين مع ذكر الأسماء والوقائع. أما سي الطيب لم يذكر لنا اسما.كما ذكر المجاهد بلكحلة محمد أنه يعرف المجاهد الطيب جيدا وقد عاش معه في جبل بوكحيل، وذكر المجاهد الجموعي بوذينة على أنه لحق بمكان المعركة وشارك في دفن بعض رفاة الشهداء، وكلهم أجمعوا على أن “الكونفة” كانت قاصدة قرون الكبش فألقت القبض على بعض المجاهدين قبل صعودهم إلى الجبل فأخبروهم على وجود الفقداء، وبدأت المعركة صباحا إلى الثانية عشر وهي صدفة. وليعلم المجاهد الطيب أن كل مجاهدي الولاية يعرفون حق المعرفة الناجين من المعركة. فكان عليه أن يسأل عن الأسماء.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات