ويرد غالب هلسا بهذا الجواب عن السؤال المطروح هكذا “في الحقيقة ينبغي مراجعة النفس قليلا للتأكد من مسألة أن يكون “السؤال” مجرد رواية سياسية، وبخاصة لدى ابتعادي عنها بحيث أستطيع التأمل فيها بقدر ما في الموضوعية، حينما أدى إلى السفاح الذي اتخذ صورة الأب –في الرواية- والذي يقوم بالإخصاء، وحينها تأخذ “تفيده” الشخصية النسوية صورة الأم، كنمط بديئي/أصلي، بكل ملامحها الأصلية المنحدرة من العصور السخيفة، ألا يمثل ذلك مسألة تتصل بمشكلة القمع الأبوي في علاقته بالأم (وهو ما قد يكون مشكلة خاصة بي) كبعد من أبعاد الرواية؟ وإذا تحقق هذا البعد، فإنه سيكون قد تم في اللاوعي، ولكنني متأكد من وجوده، ومادام الإنسان يتكلم بكليته، فلا شك بأنني أريد أن أقول هذا بشكل ما حتى أقدم فكرة أن هناك تجسيدا محددا لهذا المشكل في مصر، مثلا فالسفاح ظهر حقيقة وقد حوله الحس الشعبي إلى صورة الحاكم. فيبدو إذن أن هناك تركيبة نفسية معينة تطرح قضية السياسة وتتلمس امتداداتها في الواقع الاجتماعي”.
ومن خلال هذا السؤال من طرف الناقدة وهذا الجواب من طرف المبدع، يمكن التركيز على فكرة الصراع القائم داخل العمل الروائي العربي الجديد، بين وضعية السياسة ووضعية التحليل النفسي والنفساني اللتين تتشابكان أحيانا وتتنافران أحيانا أخرى، ومن هنا يتجلى كذلك سوء التفاهم بين النقاد والروائيين العرب من جهة، والمجددين في الرواية والتقليديين من جهة أخرى.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات