أول سيارة مركبة بالجزائر ما تزال في النفق

+ -

 في الوقت الذي أفادت مصادر مطلعة بعدم جاهزية مصنع وادي تليلات بالكامل، لحد الآن، سواء من حيث توفير قطع الغيار الآتية من رومانيا بالأساس أو ضمان دورات التكوين المتخصصة وتجنيد شبكة المناولة، يتم التحضير لزيارة مرتقبة للرقم الأول لمجموعة رونو، الفرنسي اللبناني كارلوس غوسن، خلال الأسبوع الأول من نوفمبر، لافتتاح المصنع رفقة الوزير الأول عبد المالك سلال.ويبقى تاريخ الافتتاح غير محدد بالنظر لاعتبارات تقنية وأخرى إجرائية، في وقت ترغب السلطات الجزائرية في أن يتم ذلك خلال تاريخ رمزي، هو الفاتح نوفمبر، أو على الأقل الأسبوع الأول من الشهر، وإن واجه المصنع حاليا عددا من التحديات المتصلة بعدم استكمال كافة التدابير المتصلة بالتشغيل وتوفير قطع الغيار الآتية من مصانع رونو برومانيا بالخصوص والجوانب اللوجيستية، وإن كان المشروع عبارة عن استيراد بصيغة التركيب والتجميع في أول مراحله، أي أنه يقترب من صيغة ما يعرف بـ«سي كا دي” التي تعني اختصارا “كومبليت ناوك داون” أو الضروري غير المجمع أو الضروري بقطع غيار، أي توفير مجموعة متكاملة من قطع السيارة، يتم تجميعها في موقع آخر يتمتع بمزايا على المستوى الجبائي والجمركي وقلة كلفة اليد العاملة. وقد برمجت، دون ترسيمها، زيارة لكارلوس غوسن رفقة وفد من كبار مسؤولي رونو لافتتاح مصنع وادي تليلات بوهران، خلال الأسبوع الأول من نوفمبر، مع إحداث بعض التعديلات على النموذج المركب في مصنع وهران، حسب ما أفادت به مصادر فرنسية، حيث يتعلق الأمر بداسيا لوغان التي يتم تصنيعها في رومانيا، على أن تحتفظ بعلامة رونو سامبول وتظل مخصصة للسوق المحلية الجزائرية.وسيشرع مصنع وادي تليلات في عمليات التركيب والتسويق قبل نهاية السنة على أقصى تقدير، بقدرة أولية تصل 25 ألف وحدة، مضمونة التسويق، وبنسبة إدماج هامشية في بداية الأمر لا تتعدى 5 في المائة، لترتفع تدريجيا إلى 12 في المائة، فيما حدد هدف سقف الإنتاج بـ 75 ألف وحدة، مع برمجة، في مرحلة ثانية أو بعد ثلاث سنوات، تركيب نموذج ثان في نفس الوحدة.وتتمتع رونو بعدة مزايا في المشروع، منها افتكاكها حق التسيير مع تمثيلها حصة بـ 49 في المائة مقابل 51 في المائة للجانب الجزائري والمقسمة بين الشركة الوطنية للسيارات الصناعية بـ 34 في المائة والصندوق الوطني للاستثمار بـ 17 في المائة، أي أن رونو تكسب نصيب الأغلبية بين المساهمين، يضاف إلى ذلك الحصرية التي تتمتع بها لمدة ثلاث سنوات، والمزايا الجبائية والجمركية والتسهيلات المنصوص عليها في قانون الاستثمار. ورغم ذلك، فإن مشروع رونو بالجزائر يبقى بعيدا عن حجم وأبعاد مشروع الشركة بالمغرب، نتيجة ضعف شبكة المناولة والبنى التحتية الغائبة في الجزائر والمزايا الكبيرة التي استفاد منها مشروع رونو بطنجة، الذي ينتج ما بين 350 ألف و400 ألف وحدة لنموذجين هما دوكير وسانديرو، والموجهة للسوق الأوروبية، بينما منع تصدير النموذج الجزائري، فيما تقدر نسبة إدماج المشروع المغربي بـ 45 في المائة لتصل لاحقا إلى حدود 80 في المائة.وتجدر الإشارة أن رونو، التي عانت من مصاعب مالية حادة، لجأت إلى العملاق الصيني دانغ فونغ، منذ ديسمبر 2013، مع ارتقاب إقامة مصنع في الصين بمنطقة ووهان، يدخل الخدمة في 2016 بقدرة 150 ألف وحدة، كما قامت بمشروع تجميع سيارة داستر رباعية الدفع في أندونيسيا وسيارة برلين فليونس في ماليزيا، يضاف إليها مشروع إنتاج في البرازيل بمصنع كوريتيبا.وتتمتع هده البلدان بقدرات تقنية وتكنولوجية ومزايا تفاضلية، تسمح لها بأن تقيم مشاريع بنسب إدماج كبيرة، على عكس المشروع الجزائري الذي لا يتوفر بعد على القاعدة اللوجيستية وشبكة المناولة الكاملة لضمان نسبة إدماج عالية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات