+ -

 الأفافاس الآن عليه أن يندب حظه بالقرداشǃ بعدما انتهى إلى ما انتهى إليه من نتائج في مبادرته التي كانت واعدة لو كان في الجزائر سلطة وأحزاب ومجتمع مدنيǃالأفافاس الجموحة سياسيا طوال 60 سنة بفارسها آيت أحمد وصل بها الحال لأن يرفض مبادرتها بن صالح وسعداني، وهي التي كانت ترفض مبادرة بومدين وبن بلة وبن خدة وبوضياف عندما كان فارسها المغوار آيت أحمد يركب الأفافاس ملاطي وبلا حلاس أو لجامǃإن أكبر إهانة توجه للأفافاس ليس فقط رفض مبادرته من طرف بن صالح وسعداني، بل الإهانة الحقيقية هي القول له من طرف هؤلاء إن البلاد ليست في أزمة.. وإن قيادة الأفافاس “تخرط” سياسيا حين تتحدث عن الأزمة والإجماع الوطني لحلهاǃ أي أن الأفافاس بعد ستين سنة لم يعد قادرا على إنجاز قراءة صحيحة للواقع السياسي، إلى درجة أن بن صالح وسعداني يعلّمان الأفافاس القراءة السياسية الصحيحة.. أي بؤس هذا الذي أصاب البلادǃبن صالح وسعداني على حق: أين هي الأزمة التي يتحدث عنها الأفافاس وغير الأفافاس.. والبلاد يحكمها برلمان الحفافات الذي يجلس فيه نواب الأفافاس مع نواب التكتل الأخضر ويتحدثون عن الأزمة السياسيةǃ؟أين هي الأزمة والبلاد تدار من غرفة نوم الرئيس، وليس من رئاسة الجمهورية.. أين هي الأزمة ومجلس الوزراء كمؤسسة تنفيذية أولى، حسب الدستور، لا يجتمع إلا ليتصوّر أعضاؤه مع الرئيس تبركا بوجوده في الحياة السياسية؟ǃالسلطة التي دفعت بالبلاد إلى أزمة أمنية وصل عنفها إلى حد الحرب الأهلية ولم تعترف هذه السلطة بالأزمة، فكيف تعترف للأفافاس بوجود أزمة الآن، والحال أن الناس باركت المصالحة بين المسلحين في السلطة السياسية والمعارضة غير السياسية وقبرت ملف 200 ألف ضحية وحرق 25 مليار دولار وسجلت الجريمة ضد فاعل مجهول تقديره هو الذي لا يسمىǃأين هي الأزمة وكل الأحزاب التي تمثل الأرانب والضباع السياسية في الحكم وخارج الحكم، سلّمت للسلطة الشرعية بأنها شرعية من خلال حتى طلب رخصة النشاط السياسي لهذه الأحزاب من طرف عون بلدية تعيّنه هذه السلطة بالتزوير كي يعطي شرعية النشاط لهذه الأحزاب.لست أدري كيف لم تستخلص المعارضة الدرس من مواطني عين صالح الذين خرجوا إلى الشارع دون رخصة من النظام، في حين تطلب المعارضة المترنبة والمستبضعة الرخصة لعقد اجتماع لدراسة إمكانية الاجتماع مع السلطة.. أي بؤس سياسي هذا الذي نعيشهǃǃ

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات