+ -

 كلما ذُكرت صحافة الاستقصاء يتردد اسم الصحافي الأمريكي “ بوب ودوارد” وزميله “ كارل برنستين” اللذان نشرا تحقيقا صحفيا عن ما أصبح يعرف بــ “فضيحة وترغيت” في صحيفة الواشنطن بوست. وقد أدت التفاعلات السياسية والأمنية والقضائية التي اثارها هذا التحقيق بريتشارد نيكسن إلى تقديم استقالته من البيت الأبيض الأمريكي. ورغم مرور 42 سنة على نشر هذا التحقيق إلا أنه رُسخ كأنموذج للصحافة الاستقصائية. وحول الصحافة الأمريكية قدوة في هذا المجال.وشكل”عقدة نقص” للصحافيين الأوروبيين تجاه زملائهم الأمريكيين. وظل الصحافيان المذكوران يختصران صورة مهنة الصحافة في مخيلة أكثر من جيل من الشباب. ولمن لا يملك خلفية عن الفضيحة المذكورة يمكن اختصارها بالقول أن الصحافيّين المذكورين قاما بالتحري حول عملية التنصّت على الحزب الديمقراطي. وكشفا تورط الرئيس الأمريكي نيكسون فيها.

والسؤال الذي لا يطرحه الصحافيون إلا نادرا يظل ماثلا: لماذا ظل هذا التحقيق الصحفي يغطى على كل التجارب المنجزة في مجال الصحافة الاستقصائية، بما فيها تلك التي كادت أن تكلف بعض الصحافيين حياتهم؟ إن السبب في ذلك ربما يعود إلى تقاطع هذا العمل الصحفي مع عالم الجاسوسية الذي يحاط بقدر كبير من الغموض والتشويق، خاصة وأن من اتهموا بالتنصت على مقر الحزب الديمقراطي لم تكن لهم علاقة بالبيت الأبيض الأمريكي فقط، بل كانوا أعوان وكالة المخابرات الأمريكية! والشخص الذي “وجه” الصحافيّين في تحقيقهما المذكور ليس سوى “مارك فيلت”، الشخصية الثانية في مكتب التحريات الفيدرالي!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: