برزت ظاهرة تجنيد النساء في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بصورة واضحة هذا العام. وفور سيطرة “داعش” على مدينة الرقة، قام التنظيم بتأسيس كتيبتين للنساء الأولى تحمل اسم “الخنساء” (الشاعرة الجاهلية التي اشتهرت برثائها لأخيها صخر) والثانية باسم “أم الريحان”، مهمتهما شرح تعاليم الإسلام للنساء وتوعيتهن بكيفية التقيد بها ومعاقبتهن لدى الإخلال بها والقيام بمهمات تفتيش النساء على الحواجز.ويحرص التنظيم المسلح الإرهابي على دفع أجور “الداعشيات” المجندات كل شهر بمبلغ لا يتجاوز ٢٠٠ دولار فقط.ومن شروط الالتحاق بكتائب “داعش” النسائية، أن تكون الفتاة عزباء، وأن لا يقل عمرها عن 18 عامًا ولا يزيد عن 25 عاما.وللحديث عن أسباب انضمام النساء لتنظيم “داعش”، يجب العودة إلى دور النساء التاريخي في السلفادور وإريتريا والنيبال وسيريلانكا، حيث تطوعن للقتال في حركات عنيفة وفي مليشيات مسلحة واستطعن في بعض الأحيان الوصول إلى مناصب عليا.وفي جميع هذه الحالات، فالأسباب التي دفعت هؤلاء النسوة للانضمام إلى هذه الحركات هي نفسها التي دفعت الرجال، أي من أجل مواجهة المخاطر السياسية والدينية التي يتعرضن لها في مجتمعاتهن.ويشير عدد من الخبراء إلى الجهد الذي يبذله الجهاديون لاستقطاب النساء، وكيف يحاولون استخدام أساليب الترهيب والترغيب لدفعهن للانضمام إلى صفوفهم.ويبدو أن هذه المساعي بدأت تثمر مع تزايد عدد النساء المنخرطات في القتال إلى جانب “داعش”.والظاهر أن من أسباب انضمام النساء إلى “داعش” اعتقادهن أيضا بأن ذلك سيجعلهن محصنات ضد الاعتداءات والعنف، وأنه سيعطيهنّ موقع قوة على سائر النساء، وسيعزز ثقتهن بأنفسهن وبأنهن مساويات للرجل.وما يمكن قوله إن “داعش” تحاول استغلال الأوضاع الصعبة للنساء في سوريا من أجل خدمة أهدافه.وأخطر 6 نساء في تنظيم “داعش” هن سلمى وزهرة، صوماليتا الأصل بريطانيتا الجنسية، انتقلن إلى سوريا، الشهر الماضي، للانضمام إلى “داعش” والزواج من رجاله، وأطلقت إحداهما اسم “أم جعفر” على نفسها، تماشيًا مع الفكرة الدينية التي يتبناها التنظيم، كما اعترفتا بأنهما سعيدتان بلقبهما “التوأمتان الإرهابيتان”.وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن التوأم تعهدتا بعدم عودتهما لبريطانيا وتتدربان على استخدام القنابل اليدوية وبنادق كلاشنيكوف.أما المرأة الثالثة، فتدعى أم المقداد والمعروفة بـ«أميرة نساء” “داعش”، وهي المسؤولة عن تجنيد الفتيات والسيدات بمحافظة الأنبار العراقية، ويذكر أنها سعودية الجنسية، وتبلغ من العمر ٤٥ عامًا، وتمكنت القوات الأمنية العراقية من القبض عليها في جانفي 2014 الماضي.أما المرأة الرابعة، فتدعى “أم مهاجر”، وهي المسؤولة عن كتيبة “الخنساء” في رقة سوريا والتي تتكون من 60 امرأة. وتحمل “أم مهاجر” الجنسية التونسية وانتقلت من العراق إلى سوريا رفقة زوجها، بعد تزويج بناتها لكبار المسؤولين بـ”داعش”.وتشتهر تلك الكتيبة باللثام الأسود على وجوههن وحمل الأسلحة الفتاكة دائمًا، بينما “أخت جليبيب”، فلقبت بـ”ندى القحطاني”، هي أول مقاتلة سعودية تنتمي لـ”داعش”، وانضمت مع أخيها أحد المقاتلين في “داعش”، ولقبت نفسها بـ«أخت جليبيب”. قالت إن سبب انضمامها للتنظيم وترك زوجها وأطفالها هو تخاذل أكثر الرجال، كما أنها أعلنت نيتها القيام بعملية انتحارية، لتكون بذلك أول انتحارية في تنظيم “داعش”. واتهمت “أخت جليبيب” الجيش الحر السوري باستهداف مقاتلي “داعش” والاعتداء عليهم خلال الاشتباكات مع التنظيم في “تل رفعت”. المرأة الخامسة في تنظيم “داعش” تدعى “أم ليث”، وهي سيدة مهاجرة من إنجلترا لسوريا، مهمتها مخاطبة النساء الغربيات ليحذون حذوها وينضممن لـ«داعش”، ونصحتهن بعدم الاهتمام بما يقوله العالم عنهن بخصوص “جهاد النكاح”، كما أنها تشجعهن على أن يكن زوجات للشهداء.وتعد “أم حارثة”، سادس امرأة في تنظيم “داعش”، لها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تكتب بالإنجليزية كما أنها عضو بكتيبة “الخنساء”، وتحرص على نشر صور انتصار “داعش” واستيلائها على سوريا، منها صور فصل رؤوس الجنود عن أجسامهم في عيد الفطر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات