“اتصالات الجزائر تسعى لتغيير صورتها لدى الزبائن”

+ -

من المرتقب أن يقوم مكتب دراسة وخبرة دولي بمصاحبة اتصالات الجزائر، في تطوير نظام الاتصالات والتسيير لديها،في محاولة لإعادة رسم وتلميع صورتها لدى زبائنها وضمان فعالية تسيير أكبر بالنظر إلى الرهانات والتحديات التي تواجهها في سوق لا يزال في جانب منه خاضع للاحتكار، بينما يعرف الجانب الثاني انفتاحا وتحررا تدريجيا. أفادت مصادر حسنة الإطلاع، أن عدة مكاتب دولية متخصصة أبدت اهتماما بالمناقصة التي أطلقتها اتصالات الجزائر والمتعلقة بإبداء الاهتمام رقم 31/2014 للمساعدة على التحكم في مشروع تأهيل نظام المعلومات لاتصالات الجزائر، ومن بين المكاتب المرشحة للمنافسة أرثور دي ليتل الأمريكي الذي تأسس في 1886 ومكتب الاستشارات الأوروبي بيرينغ بوينت والمكتب الدولي المتخصص في الاستراتيجية والتسيير كورت سالمون الذي تأسس في 1935 وعرف توسعا من خلال عملية دمج مع مكتب الاستشارات الفرنسي إينيوم، إلى جانب رولان بيرجر مكتب الاستشارات الألماني المتخصص في الاستراتيجية والمكتب الدولي دولويت وأخيرا أرنست أند يونغ وهذين المكتبين مصنّفين ضمن ما يعرف بالأربع الكبار، أي أبرز المكاتب العالمية المتخصصة في الاستشارات و الدراسات، إلى جانب برايسووتر هاوس كوبر وكا بي أم جي. وقد سبق لمعظم هذه المكاتب أن ساهمت في دراسات وعمليات مصاحبة لأهم الشركات الجزائرية من بينها الجوية الجزائرية وسوناطراك وسونالغاز والهيئات والوزارات.وتنص المناقصة التي أطلقتها اتصالات الجزائر على أن الشركة باشرت تغييرات هيكلية وتنظيمية للانتقال من متعامل ومؤسسة منحدرة من إدارة عمومية إلى متعامل عصري وفعال، إدراكا بأن أهم نقطة ضعف حاليا لدى المتعامل هي طريقة التسيير وطرق تقديم الخدمات ومستواها والتي تبقى دون تطلعات الزبائن، رغم تطور وتوسع سوق الاتصالات، سواء تعلق الأمر بالهاتف بنوعيه الثابت والنقال أو شبكة الأنترنت. ويلاحظ أن الشركة العمومية تعاني كثيرا لدى زبائنها من عدة نقائص، منها ثقل الإجراءات وطغيان البعد الإداري البيروقراطي في التعامل مع الزبائن وعدم سرعة رد الفعل، وهو ما يتسبب في العديد من المشاكل على أرض الواقع، سواء بالنسبة للهاتف أو الأنترنت مع تعدد الشكاوى لدى المواطنين.وفي سياق هذا التحول، ستقوم اتصالات الجزائر بإعادة صياغة كافة الأدوات وآليات التسيير وتأهيل نظام الإعلام الذي لا يستجيب حاليا لطبيعة تطور السوق ولارتقاب تحريره وتنوّع العروض وانفتاحه.ومن بين مهام نظام الإعلام الجديد، العمل على جمع المعطيات والمعلومات المتصلة بالمحيط الداخلي والخارجي للمؤسسة ومواردها وكيفية استغلالها بصورة أمثل لتحسين تسيير المؤسسة وتطوير نوعية الخدمات المقدمة، حيث تبقى هذه العناصر من أهم نقاط ضعف المتعامل التاريخي.ويشترط في نظام المعلومات الجديد توفير الأدوات الضرورية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية والسماح بتبني خيارات حاسمة وتطوير الإبداع والفعالية. وعليه سيقوم المكتب الدولي بتحديد كافة الحاجيات واقتراح هندسة تتضمن أفضل الممارسات المعمول بها لدى متعامل الاتصالات وضمان المتابعة. وأضحت اتصالات الجزائر على غرار عدد من المؤسسات العمومية تلجأ دوريا إلى مكاتب خبرة دولية لمصاحبتها في عدد من المشاريع. وتأتي العملية في وقت لا يزال فيه قطاع من الاتصالات غير معني بالانفتاح والتحرير. ويتعلق الأمر بالهاتف الثابت وبدرجة أقل بشبكة الأنترنت، وهو ما انعكس سلبا على مستوى الخدمات المقدمة ونوعيتها. علما أن معدل ونسبة الكثافة في الهاتف الثابت لا يزال ضعيفا ويعرف نسبة نمو متواضعة مقارنة بالهاتف النقال، حيث يقدّر عدد مشتركي الثابت بأقل من 4 مليون مشترك مقابل 5.5 مليون في شبكة الأنترنت، منهم 1.2 مليون في التدفق العالي. واعتمدت اتصالات الجزائر مخطط عمل لسنتي 2013 و2014 يقضي أساسا إلى ربط المدن والتجمعات السكنية التي تفوق 1000 نسمة إلى الشبكة الوطنية للألياف البصرية والرفع من قدرة الربط في الهاتف والأنترنت وزيادة نسبة التدخلات في ظرف 24 ساعة لتسوية الأعطال من 70 الى 80 في المائة وتوسيع دائرة استخدام الجيل الرابع، لكن هذه الأهداف لم تتحقق بالنسبة المطلوبة.   

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: