خابت آمال قياديين في الأفالان في معرفة خلفيات قرار إقالة الأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، من منصبه في الرئاسة، وإقصائه من صفوف الحزب بقرار من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.ولم يتمكن أعضاء في اللجنة المركزية ومناضلون سابقون تنقلوا إلى مقر الحزب بالعاصمة، من الاطلاع على خلفيات قرار الرئيس المستعجل في حق رجل ثقته السابق، في ظل تضارب المعلومات والتقارير. ووجهت الأنظار إلى الأمين العام عمار سعداني للحصول على المعطيات بخصوص ملف الإقالة المزدوجة لبلخادم، وكذا كيفية إعطاء الصيغة القانونية لفصله من الحزب. فيما تحولت مكاتب أعضاء المكتب السياسي إلى دواوين نوقش فيها فهم ما يجري، ومدى خطورة الأخطاء التي يكون بلخادم قد ارتكبها، وتبعات ذلك على الحزب، في ظل تكرار الصدامات بين قيادة الحزب ومؤسسة الرئاسة، في عهد الرئيس الحالي.وفي مكتب مصطفى معزوزي مثلا، المفتوح عادة على كل الوافدين، فضل الصادق بوقطاية، الذي كان محاطا بأعضاء في اللجنة المركزية، أن يتم النقاش مغلقا ومنع “الدخلاء” من الحضور.وتوقعت مصادر في المكتب السياسي أن يكون قد تم الاستناد إلى أحكام المادة 30 من القانون الداخلي للجنة المركزية الذي وضع في فترة بلخادم، لإعطاء الغطاء القانوني لقرار الإقصاء الصادر في حقه. وتعنى المادة 30 من القانون الداخلي بالأخطاء الجسيمة ومنها “التجاوزات والانحرافات السياسية والنظامية، وكل الممارسات والتصرفات اللاانضباطية الصادرة عن نواب الحزب ومنتخبيه وعن كل الإطارات السامية المنتمية للحزب التي تتولى مهام قيادية في أجهزة الدولة ومؤسساته”.وبهذا الخصوص، ذكر مصطفى معزوزي، مسؤول التنظيم في الحزب، في تصريح لـ«الخبر”، أن بلخادم ممنوع في المرحلة الحالية من الاقتراب من مؤسسات الحزب، وفسر قرار إقالة بلخادم بما صدر عنه من تصريحات وممارسات أدت إلى الإضرار باستقرار الحزب ومؤسسات الدولة.في حين أشار عضو المكتب السياسي المكلف بالبطاقية، رشيد عساس، إلى أن قرار الإقالة “يعتبر غير عادي إذا نظرنا إلى توقيته وسرعته وظروفه وآثاره”. وتابع: “أعتقد أن تراكم أخطاء الأمين العام السابق منذ دورة اللجنة المركزية لـ24 جوان، وإقحام اسم الرئيس في ما قام به، وإصدار تصريحات أحرجت الدولة الجزائرية، عجلت بنهايته”.وذكر الصادق بوقطاية، عضو المكتب السياسي، أن قرار الرئيس بإقصاء بلخادم كان متوقعا للكثير من المتتبعين للساحة السياسية، بسبب تصرفات الأخير وتصريحاته غير المسؤولة، لافتا إلى تناقض الذين كانوا يطالبون بتدخل الرئيس في النزاع الداخلي للحزب، والآن ينتقدون ذلك.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات