طرائف عاشها الجزائريون خلال العشرية السوداء

38serv

+ -

”شر البلية ما يضحك”، مقولة تنطبق على حوادث طريفة ومضحكة جرت سنوات الأزمة الأمنية بالجزائر أو العشرية السوداء، كانت عكس الصور والمشاهد الحزينة والمؤلمة التي عاشها الجزائريون آنذاك. ”الخبر” وقفت على بعض تلك الطرائف. في ليلة شتوية أخذ الشاب بلخير مكانه على سطح مسكن العائلة لينوب والده الشيخ المتعب في الحراسة أثناء العشرية السوداء، حيث تسلّح ببندقية صيد وجلس على فراش بارد في صمت يرقب أي حركة للإرهابيين، وبعد زمن استسلم للنوم بعد أن غلبه النعاس، وما إن أغمض جفنيه أيقظته حركة قادمة من تحت الشرفة في الساعات الأولى من الفجر.لم يفكر بلخير كثيرا وفي ردة فعل سريعة زحف في خوف إلى الخلف، وتسلّل إلى السلالم مسرعا نحو غرفة والده، قرع الباب وأخبره بأنه سمع  شخصا يمشي ويشرب من برميل الماء، طلب الوالد من الابن تسليمه البندقية، لكن الشاب المرعوب رد عليه بأنه خبّأها تحت الفراش، صفعه  الوالد بقوة ونعته بالغبي الجبان، وصعد الى السطح وتسلّل بهدوء ليحدد مكان الدخلاء، وتفاجأ حينها بحمارين يشربان من البرميل فاستدار وصفع ابنه مرة ثانية وعاد إلى مرقده.إنذار خاطئاتفق الجيران على أن يحرسوا مساكنهم من سرقات اللصوص الليلية،  وتناوبوا على الحراسة كل ليلة، وفي إحدى الليالي الممطرة، أفاق صبي في  الـ 13 من العمر يدعى موسى قصد الحمام واعتاد في طريقه أن يطل من على سور غير مرتفع ويرقب أي حركة مريبة، لكن أحد الجيران لاحظه واعتقد بأن لصا تسلّل إلى منزله وصاح في وجهه طالبا منه التوقف، وظن  الطفل موسى أن مسلحين يحاصرون منزلهم، فعاد إلى غرفته يصرخ«مسلحين مسلحين” واستفاق الوالد على وقع صراخه ودونما تفكير  وهو يجري تحت المطر نحو الحديقة الخلفية المهجورة مرورا بغرفة الجدة التي رأت فقط خيالا يجري بسرعة، واعتقدت أنه أحد المسلحين، تسمّرت في مكانها وصمتت، وفي تلك الأثناء اتصل أحد الأبناء بالأمن وأبلغهم بالأمر، لكنهم تأخّروا فحمل موسى الصغير نفسه وخرج بسرعة إلى الطريق العام يرقبهم، وهو في طريقه التقى بـ 3 أشخاص كانوا من الأمن بالزي المدني طلبوا منه التوقف، واعتقد بأنهم بقية المسلحين، لم يفكر كثيرا وصرخ وعاد يركض من جديد وهو يصرخ مسلحون آخرون، فسمعه بقية الجيران والأهل وتسمّر كل واحد منهم في مخبإ، إلى أن وصل رجال الأمن واكتشفوا بأن الأمر مجرد إنذار خاطئ، وعندها بدأ الجميع ينتبه إلى غياب والد موسى الذي ظل مختبئا تحت زخات المطر بالرغم من النداء عليه، وتخيلوا المسكين الذي اعتقد بأن المسلحين قبضوا على الجميع وطلبوا من أهله النداء عليه كحيلة للقبض عليه.جرادة تزرع الرعبكان الزوج يعمل 48 ساعة دون انقطاع، ولأن زوجته تبقى بمفردها كانت تطلب من شقيقتي زوجها المبيت لديها لمؤانستها، وفي إحدى المرات طلبت من ضيفتيها مساعدتها في إدخال الغسيل من ساحة الدار وكانت الشمس تغيب والظلام يخيّم، وبقيت هي بالمطبخ تحضّر طعام العشاء ، علت صيحة إحدى الشقيقتين مدوّية الغرفة المجاورة للمطبخ، هرعت الشقيقة الصغرى صوب الصراخ فوجدت شقيقتها الكبرى تتصارع مع جرادة علقت في الغسيل وتنفش في شعرها، وفي تلك الأثناء اعتقدت زوجة شقيقهما أن مسلحين اقتحموا المنزل وهجموا عليهما، ولم يكن لديها من خيار سوى الصعود إلى نافذة المطبخ العالية والمطلة على فناء الدار والتشبث بشباك حديدي تنتظر دورها، إلى أن أطلت عليها الشقيقة الصغرى وأخبرتها بحقيقة الحادث، وحينها عاد لون وجهها الى طبيعته بعد أن شل الخوف كل حركة فيها.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: