قرارات مجلس النواب متسرعة ولكنها تمت بديمقراطية

+ -

تعالت الأصوات الرافضة لقرارات مجلس النواب بشكل لافت، إلى درجة إعلان المؤتمر الوطني استئناف جلساته مؤقتا، ما أثر ذلك على مصداقية مجلس النواب؟ ليس لدي علم بشأن ما يقال عن المؤتمر الوطني السابق، لكن بخصوص مجلس النواب، أنا أعلم أن القرارات المُصوّت عليها في مجلس النواب محل انتقاد كبير في أوساط المجتمع الليبي بمختلف شرائحه، وأنا بدوري أعتبرها لم تأت بتأنٍ، بل وتسرع النواب في التصويت لصالحها، لكن هذه هي الديمقراطية فالقرارات تم إصدارها انطلاقا من عملية تصويت نزيهة.ما مضمون القرارات محل النقد؟ أولا، أعيب على قرار حل الميليشيات المسلحة اتسامه بصفة الفورية، وأعتبره بعيد المنال في ظل تعنت الكثير من المسلحين في تسليم أسلحتهم، بل اقترحت نزع السلاح بشكل تدريجي وفق برنامج مسطر، وتعويض الكتائب بالشرطة والجيش بإشراف وزارة الدفاع، لإخضاعهم لسلطة الدولة ويتساوى الأطراف أمام القانون.ثانيا، قرار طلب التدخل الأجنبي في ليبيا لمساعدتها على حل الأزمة، لقي رفضا واسعا من كل الليبيين بمختلف انتماءاتهم القبلية والسياسية، لأنه في تقديرهم تعدٍ على سيادة بلادهم ومساس بشرفهم.أما النقطة الثالثة التي أججت الوضع فهي تصنيف الثوار أو ما يسمى “فجر ليبيا” في خانة الإرهاب، وهو الأمر الذي استهجنه الكثير من المثقفين والسياسيين، واعتبروه تجاهلا للثوار.ما هي الخطوات التي سيتخذها مجلس النواب لاحتواء الأصوات المعترضة على قراراته؟ نعمل على تشكيل لجنة للتواصل مع الفرقاء، تتخذ من الحوار الوسيلة الوحيدة للخروج من حالة الانسداد والخلاف، ونحن لا نتهم أحدا بالخيانة بل نعتبر كل الأطراف تعمل لمصلحة ليبيا، لكن مع اختلاف في الطرق، وعليه نحن كنواب نفضل اتخاذ القرار في المجلس بالتوافق أحسن من التصويت، خاصة في هذه الفترة الحرجة.هل ترون أن الجزائر قادرة على المساهمة في حل الأزمة الليبية سلميا؟ نُعوّل كثيرا على الجزائر باعتبارها دولة محورية وذات وزن في المنطقة، وندعم موقفها الداعم لحل الأزمة الليبية عن طريق الجلوس إلى طاولة الحوار، وكذا حث الأطراف على ترك السلاح وإيجاد مخرج توافقي يرضي الجميع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: