”داعش” على أبواب الجزائر، هكذا تناقلت وسائل الإعلام الجزائري الخبر، فلا يكفي أننا ”مدعوشون” بكل الطرق من طرف هذا النظام، لا ينقص إلا ”داعش” القادمة من العراق وبلاد الشام.. ذكرتني هذه التحذيرات والقلق الذي ألمّ بالنظام والقيادات الجزائرية، بقصة جحا عندما أخبروه أن النار في القرية المجاورة، فقال ”تخطي قريتي”. فقالوا له: النار في القرية، فرد: ”تخطي داري”. فقالوا: النار في دارك، قال لهم ”تخطي راسي”..
النظام الجزائري الذي استعمل ”تخطي راسي” كثيرا في المسائل الدولية والسياسة الخارجية، يبدو أن الضربة ستأتي في رأسه هذه المرة، لأن سياسة النأي بالنفس في المسائل الدولية لم تكن مجدية، فالعالم أصبح قرية صغيرة فعلا ولم يعد كافيا التسلح بأحدث الأسلحة وصرف المليارات من أجلها لأن الجزائر (وسبق أن قلنا هذا الكلام منذ عام)، بموقعها الاستراتيجي والهام جدا، بمساحتها الشاسعة بحدود ممتدة على 7 دول إفريقية، بثرواتها التي لا تعد ولا تحصى، كان عليها كدولة، أن تفكر في استراتيجية حديثة للتعامل مع هذه المستجدات، ليس على طريقة النعامة التي غرست رأسها في التراب، ونقصد بالتراب هنا الوضع الداخلي، إذ انغمس النظام ووظف كل إمكاناته لاحتواء الوضع الداخلي ومنع أي بادرة تمرد تخوفا من ربيع عربي جزائري محتمل، كان عليها أن تنظر إلى أبعد من هذا لأن ما يحاك في العالم اليوم خطير جدا، وبعد أن ينتهي العالم العلوي (الدول العظمى) من شعوب المشرق في العالم السفلي ويعيد صياغة المنطقة بطريقة مختلفة ديموغرافيا وسياسيا، فإنه سيتجه نحو إفريقيا الشمالية.. والوضع مع ما يحدث من تقلبات لا يتطلب جيشا كبيرا بعدد جنوده أو بمدى تسلحه وإن كان هذا مهما، فالحروب القادمة بالنسبة لنا هي حروب الذكاء، التغلغل، التجسس، حروب مخابراتية بامتياز ترتكز على المعلومة وعلى تكنولوجيا المعلوماتية الحديثة وحروب استشرافية تستدعي مخابر بحث ودراسات على أعلى مستوى، تتوقع ما سيحدث وتحضر لأجله.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات