تتحدث الفنانة سلوى بعاطفة جياشة عن قصة جمعتها في ستينيات القرن الماضي مع فلسطينيين التقت بهم بعد ضائقة ألمّت بها، وكيف قدموا لها أموالا، ثم رفضوا استردادها لأنها ابنة بلد المليون شهيد، وقالت في تصريح لـ«الخبر”: ”ما أعظم أن تكون جزائريا ومن بلد المليون ونصف المليون شهيد”.
تروي السيدة سلوى في خضم ما يحدث في غزة والتضامن الذي أبداه الجزائريون تجاه الفلسطينيين وسكان غزة تحديدا، تفاصيل قصتها المؤثرة مع عائلة فلسطينية التقت بها في سفر بداية الستينيات. تقول الفنانة إنها قرّرت المغامرة في سفرية نحو بلدان المشرق العربي، وتوقف بها المسير بعد طريق نحو تونس ومصر والأردن في سوريا، التقت خلالها بأسماء فنية وأدبية عملاقة، أمثال شاعر الثورة مفدي زكريا والأديب نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس والفنان وديع الصافي وسميرة توفيق وأسماء أخرى ”ضاعت مني دراهمي ومالي الذي ادخرته للسفر وبقيت خائفة، لا أدري كيف أنجو من محنتي، ووقتها التقيت بأصدقاء فلسطينيين من عائلة عبود عبد العال (عبود عبد العال موسيقي عربي وعالمي كبير وعازف كمان من اللاجئين الفلسطينيين)، وأخبرتهم بما جرى لي، لم يطل بي المقام حتى تقدم مني أحد أفراد العائلة ومنحني قدرا من المال، شكرته، واقتطعوا لي تذكرة إلى الكويت وأوصوني بالنزول عند قريب لهم هناك، ومكثت شهرين بالكويت وسجلت 12 أغنية ”يا بن عمي يا صغير”، وجمعت قدرا من المال، ثم عدت إلى سوريا والأردن ولبنان وفلسطين وزرت العراق، والتقيت من جديد بالعائلة الفلسطينية، وأعدت إليهم المال على خلفية تسديد ديني، لكني وقعت في حرج، حينما رفضت العائلة استلام المال، وقال لي كبير العائلة ”لقد تشرفنا باستضافتك وأنت من يجب أن نرد إليه الدين”، لم أفهم إلا بعد أن واصل كلامه وقال ”أنت من بلد المليون ونصف المليون شهيد وشرف أن تنزل بيننا إحدى بنات بلد الثورة والشهداء”. شعرت وقتها بالحرج فعلا وبقداسة الثورة، وكيف أن إخواننا في المشرق يمجّدونها، وعدت بعد نحو عامين من مغادرتي الجزائر وكانت تلك أولى مغامراتي في السفر الطويل إلى بلدان مشرقنا العربي”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات