بدأت الجزائر تدفع ثمن تدهور الأوضاع الأمنية مع جيرانها في مالي وتونس وليبيا، وجعلتها تظهر في عيون دول غربية وأوروبية ”منطقة حرب” ينصح بعدم زيارة أراضيها حفاظا على سلامة أمن الرعايا الأجانب. والتحقت، أول أمس، إيطاليا بالولايات المتحدة الأمريكية، من خلال نصح رعاياها بـ«ضرورة توخي الحذر والحيطة خلال التنقل إلى الجزائر”.ورغم المجهودات التي تبذلها الجزائر عبر تحريك آلة الدبلوماسية، من خلال تجنيد المجتمع الدولي للالتفاف إلى الأزمات والانزلاقات الأمنية التي تغرق فيها دول الساحل لاسيما مالي، وتونس وليبيا، وكذا تحملها (الجزائر) مسؤولية التكفل بـ«مفاوضات حوار”، مثلما يحدث بين الفرقاء في مالي وليبيا، إلا أنها ”تحرّكات” تمت مواجهتها بعكس ما يفرضه الواقع.وأوعزت الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا، في انتظار دول أخرى، أسباب تحذير رعاياها من زيارة الجزائر، إلى ما يحدث في بعض دول الساحل وليبيا وتونس، بالرغم من أن هذا ”التحذير” يتزامن مع ”تثمين” واشنطن مجهودات الجزائر ضمن مساعيها لحل الأزمات الأمنية المعقدة في مالي وليبيا، ووردت في تصريحات على لسان وزير الخارجية جون كيري شخصيا منذ أيام.كما يأتي ”التحذير” مناقضا لما صرحت به سفيرة الولايات المتحدة الجديدة في الجزائر، جوان بولاشيك، بتاريخ 18 جوان الماضي أمام الكونغرس الأمريكي، عندما أفادت بأن ”جهود الجزائر من أجل ضمان الاستقرار بمنطقتي المغرب العربي والساحل كبيرة جدا، وسنواصل العمل بالمصالح الهامة لسياسة الولايات المتحدة في الجزائر، بالتنسيق مع الحكومة، على مكافحة الخطر الإرهابي وتعزيز الاستقرار بمنطقتي المغرب العربي والساحل”.وأضافت السفيرة: ”وبالرغم من حالة اللاأمن والوضع الخطير السائد في البلدان المجاورة للجزائر، إلا أن الحكومة الجزائرية ”التزمت بعمق” من أجل ضمان أمن العمال والشركات الأمريكية الناشطة بالجزائر، وأن العلاقة بين الولايات المتحدة والجزائر تعززت أكثر، فمنذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 عمل البلدان على توحيد جهودهما لمكافحة الإرهاب”.أما تحذير أمريكا رعاياها من عدم السفر إلى الجزائر بسبب الاضطرابات الاجتماعية التي تشهدها البلاد، فلا يعني أن الجزائر أصبحت ”منطقة حرب”، مع العلم أن الولايات المتحدة تتصدر كل سنة ترتيب الدول الأكثر نموا في معدلات الجريمة، أما عن الاحتجاجات الشعبية، فيرى مراقبون أن واشنطن هي من تواجه أكبر احتجاج منذ سنوات في ولاية ميسوري، في أعقاب تعرض مواطن أمريكي أسود البشرة للقتل على يد شرطي، ما أدى إلى استنفار كافة الهيئات الأمنية في البلاد.كما حذرت الخارجية الإيطالية، عبر بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، مساء أول أمس، رعاياها الإيطاليين بـ«ضرورة توخي الحيطة والحذر خلال التنقل إلى الجزائر، وخصوصا المناطق الصحراوية الجنوبية الحدودية مع دول الساحل، وليبيا والحدود الشرقية مع تونس، خصوصا الحدود المتاخمة لمنطقة الشعانبي”.ودعت إيطاليا مواطنيها إلى ”إلغاء الزيارات غير الضرورية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف”، ولم تستثن روما، في تحذير رعاياها، زيارة منطقة القبائل، وخصوصا ولايات تيزي وزو وبومرداس والبويرة وبجاية وجيجل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات