لماذا هذه التغييرات في أمناء المحافظات وما دواعي استحداث محافظات جديدة للحزب في مثل هذا التوقيت؟ التوقيت لا أهمية له، رغم أن ما يثار من تساؤلات والهدف المتوخى هو تقريب السلطة الوسيطة أي المحافظات من الهيئات القاعدية، وتمكين الحزب من الانتشار أكثر، كما نتوخى كسب عدد وافر من الكوادر المثقفة والجامعية، وهذا التغيير نال رضا قواعد الحزب.تقولون إن التغييرات ليست لها أهمية من ناحية التوقيت في حين أنها تتم عشية المؤتمر العاشر؟ مازالت تفصلنا تسعة أشهر عن موعد عقد المؤتمر، ولا علاقة للتغييرات به، وما نقوم به حاليا هو إعادة تنظيم وليس إغلاقا للعبة، أما التغييرات الحقيقية فستتم بعد المؤتمر.من غير المستبعد أن يكون أمناء المحافظات المعينون موالين للقيادة الحالية، وسيختارون مندوبين موالين لها كعربون وفاء، بشكل يكرس استحواذ فريقكم على مقاليد الحزب ؟ اختيار المندوبين في المؤتمر سيكون وفق القواعد الديمقراطية وبناء على نصوص ومواثيق الحزب، ولن يكون هناك مندوبون معينون بل منتخبون من القواعد النضالية، ونحن نعمل لإعادة الاعتبار للمناضل الحقيقي ووضع حد لظاهرة الإنزال والمحاباة.هل ستواصلون عملية استحداث محافظات جديدة وتغيير أمناء المحافظات أم أوقفتم العملية؟ الأمين العام للحزب من يقرر ذلك، وفي كل الأحوال لم نعد ملزمين في هيكلة الحزب باتباع التقسيم الإداري الحالي، ومن حقنا أن نستبق توجه الحكومة في التقسيم الإداري الجديد.هناك اتهام صريح من المعارضة بأن ما يجري يندرج ضمن توجه الحزب لإقصاء الرافضين للوضع الذي ترتب عن اجتماع اللجنة المركزية قبل سنة؟ ما يجري ليس إقصاء لأي من أطر الحزب، بل إعادة تنظيم، ونحن نعالج وضعا نظاميا متشعبا، لقد وقفنا بعد تولينا مهامنا على وضعية صعبة، وليس سرا أن الحزب يواجه تحديات صعبة على المستوى التنظيمي، فهناك تقاليد ترسخت، وإقصاءات عشوائية، وهياكل مشلولة، ونحن نعمل لإعادة التوازن للحزب بصفة تدريجية.ألا تستهدف التغييرات الحالية تصفية فريق بلخادم؟ من حق القيادة الحالية اتخاذ الإجراءات المناسبة لتسيير الحزب وفرض الانضباط فيه، ومن أراد أن يتبع بلخادم فله ذلك، ومن أراد أن يتبع الحزب فالأبواب مفتوحة. والمناضلون واعون كل الوعي بما يجري في الحزب، ومن غير الممكن في ظل هذا المنتوج من خريجي الجامعات الذين يعززون صفوف جبهة التحرير الوطني، أن يأتي شخص يملي على المناضلين ما يجب فعله.ألا تخشون أن تؤدي التغييرات الجديدة إلى تعزيز صفوف المعارضة الداخلية ؟ العمليات التي قمنا بها مدروسة، وجاءت استجابة لطلب قواعد الحزب لتطبيع أوضاع الحزب، وتصحيح حالات خلل نظامية.تسوق قيادة الأفالان حاليا لخطاب التجديد، هذا يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية له، وفي ظل قراءات إن لم يكن يخفي توجه لقطع الحزب عن مراجعه وأسسه؟ الأفالان لن يبقى آلة انتخابية، ونعمل على إصلاحات عميقة للقانون الأساسي والداخلي، بالموازاة مع عمل فكري يجري الإعداد له، من خلال تشكيل لجنة فرعية للمنطلقات الفكرية، تتولى صياغة مقترحات تقدم للمؤتمرين، وسنواصل تنظيم ندوات فكرية لطرح قضايا كبرى، ولا صلة لخطاب التجديد بترحيل أو تصفية جيل الثورة أو مؤسسي الحزب.ما هو موقع رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة مما يجري حاليا في الأفالان؟ رئيس الحزب هو رئيس لكل الجزائريين قبل كل شيء، وهو يضع نفسه خارج الصراعات والخلافات القائمة في الحزب، ولا يتدخل في قراره.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات