الأسس الّتي قام عليها المجتمع الإسلامي الأوّل

+ -

 الأسوة الحسنة: من أهم دواعي استجابة الأفراد لمبدأ من المبادئ أو لتنفيذ عمل معيّن أو اتباع قاعدة من قواعد السّلوك الاجتماعي وجود الأسوة الحسنة.فتأثير هذه الأسوة الحسنة أقوى وأبلغ من تأثير النُّصح والإرشاد والتّوجيه. فالأب الّذي يكذب ثمّ ينصح ابنه بالصِّدق يهدر قيمة فضيلة الصِّدق في نفس الطفل، وقد لا يستجيب له الابن مهما بالغ في النّصيحة لأنّ هذا الابن قد افتقد الأسوة الحسنة، وعلى العكس من ذلك الأب الّذي يصدق في قوله وفعله يدفع ابنه بسلوكه إلى تقليده في التحلّي بهذه الفضيلة.إنّ القدوة في التّربية هي أنجع الوسائل المؤثّرة في إعداد الولد خلقيًا وتكوينه نفسيًا واجتماعيًا. فمهما كان استعداد الطفل للخير عظيمًا، ومهما كانت فطرته نقيّة سليمة فإنّه لا يستجيب لمبادئ الخير وأصول التّربية الفاضلة ما لم ير المُربّي في ذروة الأخلاق وقمّة القيم والمثل العليا.ولهذا بعث اللّه سيّدنا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم ليكون للمسلمين على مدار التاريخ القدوة الصّالحة وللبشرية في كلّ زمان ومكان السّراج المنير والقمر الهادي. قال تعالى: {لقدْ كانَ لكُمْ في رسول اللّه إسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمَن كانَ يَرْجوا اللّه واليوْمَ الآخِر وذَكَرَ اللّه كثيرًا} الأحزاب:21، ووضع اللّه سبحانه وتعالى في شخص الرّسول الكريم الصّورة الكاملة للمنهج الإسلامي ليكون للأجيال المتعاقبة الصّورة الحيّة الخالدة في كمال خلقه وشمول عظمته.ولقد سُئِلَت زوجته السيّدة عائشة رضي اللّه عنها عن خُلُق الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت: ”كان خُلُقُه القرآن”.بهذه الأسوة الحسنة وهذه القدوة الصّالحة استطاع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الّذي يقول هو عن نفسه في حديث أخرجه العسكري وابن السمعاني: ”أدّبَني ربّي فأحْسَن تأديبي”، أن يكون المجتمع الإسلامي الأوّل على أساس سليم من الشّعور بالمسؤولية ومن تقدير للمسؤولية، وأن يعلمه أنّ مهمّة القائد ليست هي إلقاء الأوامر وحبّ الرياسة والسّيطرة، وإنّما هي قبل كلّ شيء تقدّم الصّفوف واقتحام المخاطر وضرب المثل في التّضحية والفداء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: