تكريم الإعلامي والباحث سليمان زغيدور

38serv

+ -

 كرمت ولاية جيجل، منذ يومين، الباحث والإعلامي في السياسات الدولية والعلاقات الإستراتيجية سليمان زغيدور بالمركز الثقافي الإسلامي في جيجل، الذي قدم به محاضرة لخص فيها حياته ونضال المنطقة ومسار  إصداره كتاب “الجزائر بالألوان”.قدم  الباحث والإعلامي في السياسات الدولية والعلاقات الإستراتيجية، سليمان زغيدور، محاضرة بالمركز الثقافي الإسلامي في جيجل بعنوان “تاريخ الجزائر من المقاومات الشعبية إلى الثورة التحريرية.. جيجل في قلب الملحمة”. استهّل مقدم ومعدّ حصة “الضيف” في القناة الفرنسية “تيفي 5 موند” محاضرته من واقع عاشه وهو صغير، حيث نشأ في محتشد أقامه الجيش الفرنسي في أعالي منطقة جيجل بإيراقن، بهدف عزل الثوار عن الشعب، وقد تجّرع المأساة القاسية بالمحتشدات، حيث شهد على وفاة أخته واثنين من إخوته بداء السل داخل المحتشد، كما يذكر اليوم الذي رمت فيه الطائرات الفرنسية أوراقا تخبرهم بقرار وقف إطلاق النار ليتحرر الجميع من المحتشدات ويعودوا إلى قراهم أحرار.ويشير المحاضر إلى أن التأثيرات السلبية للمحتشدات على ثقافة وتقاليد وهوية الجزائريين بعد الاستقلال، ساهمت بشكل كبير في ظاهرة النزوح الريفي والهجرة إلى المدن، ففرنسا عزلت ما لا يقل عن 2.5 مليون جزائري على مستوى الوطن داخل الأشواك الشائكة والمكهربة، وهي بهذا، يوضح سليمان زغيدور، “لم تعزلهم عن الثوار فقط، بل عزلتهم عن هويّتهم حيث انقطعوا عن خدمة الأرض وتربية الحيوانات لسنوات، ليجدوا صعوبة في العودة إليها بعد الاستقلال في ظل ضعف الدولة وغيابها”، ما اضطر الجميع للنزوح إلى المدينة بحثا عن فرصة عمل وحط والده الرحال بالجزائر العاصمة. واعترف المحاضر بصعوبة الاندماج في العاصمة بداية الأمر، وهو يذكر جيدا نظرات أبناء المدينة إلى هذا القادم من العالم البدائي، وهو ما سبب له جرحا في طفولته، عرف كيف يجعل منه مصلا يقوّي به مناعته وعزيمته في سلوك درب النجاح، وقد أدركه بعد سنوات من الاجتهاد والمثابرة، وكانت أول مهنة تمتهنها أنامله هي القلم في عالم الصحافة وهو ابن الــ17 من عمره.وفي سنة 1974 انتقل سليمان زغيدور إلى باريس ليلتحق بكبرى الصحف الفرنسية والعالمية كمحقق ومراسل حروب ساخنة، فقد عمل لحساب الجرائد لوموند، لو نوفال اوبسارفاتور، جييو،  تيليراما، الباييس، لافي، وأخيرا كمعد ومحرر برامج حوارية في “تيفي 5 موند” أهمها حصة “الضيف”. وقال زغيدور إن ظروف نشأته جعلته يفضل تغطية الحروب والنقاط الساخنة في العالم، فقد غطى الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، وحرب العراق، والشيشان وحرب أفغانستان، كما ظلّ ملازما للعمل الأكاديمي في الجامعات الفرنسية كأستاذ محاضر في العلوم السياسية في جامعات “مينتون وبواتيه”، وساهم في إنشاء معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية بباريس، وقد زار معظم بلدان العالم كمحاضر ومشرف على الندوات الدولية، وهو يتقن سبع لغات عالمية. عاد سليمان زغيدور، في بداية التسعينيات، إلى قريته في زيارة شوق وحنين، لكنه تفاجأ أن الكثير من ملامح المنطقة تغيرت، وأن الكثير من المناطق غمرتها مياه سد إيراقن وفيها ذكريات طفولته، فقرر توجيه نداء إلى العالم يترجى فيه كل من لديه صورة لقريته قبل أن تغمرها المياه أن يرسلها إليه، وذلك من خلال تحقيق أعده لحساب مجلة “Géo” العالمية من 13 صفحة حول قريته ومنشأ طفولته، وكان نداؤه موجها بالأخص للجنود الفرنسيين الذين تجندوا في تلك المنطقة. وفعلا جاءه الجواب من بعض المجندين السابقين بإيراقن، وأعطوه بعض الصور ليكتشف من خلالها اسم الشركة الفرنسية التي شيّدت السد الضخم بتلك المنطقة، فبحث عن هذا الاسم في الأنترنت وعرف عنوانها وذهب إلى مصلحة الأرشيف ليعطوه أكثر من 1000 صورة وبالألوان لقريته وأهله، صورها المهندسون العاملون بالسّد من كل الزوايا، فكانت بمثابة أثمن كنز يعثر عليه في حياته، حوى صور أغلب الناس الذين عاشوا في تلك المرحلة بما فيها صورته وسط تلاميذ المحتشد مع معلمتهم الفرنسية، لكن الصورة التي أذهلته وفاجأته صورة شاحنة أبيه وهي تحترق، وكان اسم أبيه جليّا على باب الشاحنة، حرقها الجنود الفرنسيون انتقاما لنقلها التموين لجيش التحرير الوطني، فكانت هذه الصور كافية ليؤلف بها كتابا عنوانه “الجزائر بالألوان”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: