مازالت مدينة وهران تنبض على وقع المأساة التي حلت بسكان غزة في شهر رمضان، ولم ينس سكانها التقتيل والدمار الذي مارسه الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومازالت الرايات الفلسطينية معلقة في شرفات المنازل، في حين يتوشح كثير من الشبان والشابات بالكوفية رغم شدة الحرارة.ويكتشف الزائر للباهية وهران هذه الأيام حركة غير معتادة في وسط المدينة، حيث عمدت المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية إلى فتح أحد مقراتها في شارع العربي بن مهيدي، مطلقة منه الأناشيد الوطنية الجزائرية والأغاني الثورية الفلسطينية وأغاني الفنان الملتزم مرسيل خليفة وتسجيلات لمقتطفات من أشعار الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وهذا لحث المواطنين لتقديم تبرعاتهم لسكان غزة.ولهذه الغاية، تم فتح مستودع في نفس الشارع الذي يتواجد به مقر الكشافة قرب روضة الأطفال، انتظم عند مدخلها معرض للصور حول الدمار الذي مس غزة الجريحة، والجرائم التي ارتكبها الصهاينة في حق سكانها، وهي الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي التي هزت كل ما شاهدها الذين اكتشفوا إلى أي حد يمكن أن يصل إليه الطغيان والاستهتار الاسرائيلي بالقوانين العالمية والحدود الإنسانية.ولا يتردد أغلبية المارة بوسط مدينة وهران في التوجه إلى المحلات القريبة من موقع جمع التبرعات، لشراء ما يقدرون عليه من مواد غذائية وألبسة وأفرشة وغيرها ويقدمونها للأشبال والجوالة الكشفيين والشبان من مختلف الجمعيات والنشطاء لنصرة سكان غزة.ليس هذا فقط، فقد أدمج الوهرانيون، على غرار باقي الجزائريين، مشاعر التضامن والتعاطف مع سكان غزة في كل سلوكاتهم، وحتى في الأعراس وحفلات عقود الزواج، أو ما يعرف في وهران بـ”الفاتحة” حيث يرفع الشيوخ الذين يشرفون على هذه المراسيم الأدعية لفك الحصار على غزة ورفع الظلم على سكانها، قبل الانتهاء من الدعاء بالسعادة للزوجين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات