العِبَر المستفادة من قصة زكريا عليه السّلام

+ -

 قرّرت هذه القصّة قضية عامة، مفادها أنّ اللّه تعالى يفعل ما يشاء أن يفعله، دون تقيّد بالأسباب والمسببات والعادات، وهو الفعال لما يريد. فقدرته سبحانه لا يعجزها شيء..والحضّ على الإكثار من ذِكر اللّه، ومن تسبيحه وتمجيده؛ لأنّه بذِكر اللّه تطمئن القلوب، وتسكن النّفوس، وتغسل الخطايا والذّنوب.وأنّ العقلاء من النّاس يلجأون إلى خالقهم عزّ وجلّ؛ لكي يرزقهم الذّريّة الصّالحة، والأولاد الرّاشدين، الّذين يخلصون عبادتهم للّه، ويبذلون أموالهم وأنفسهم من أجل إعلاء كلمة الحقّ، ونشر الفضائل، ونبذ الرّذائل. وأنّ الدّعاء متى صدر من قلب سليم، ولسان صادق، كان مرجو القبول، وجدير بالإجابة.قال الإمام القرطبي: دلّ قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَةً طَيّبَةً} على طلب الولد، وهي سُنّة المرسلين والصّدّيقين، قال اللّه تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَةً} الرَّعد:38.وقد ترجم البخاري على هذا (باب طلب الولد)، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لأبى طلحة حين مات ابنه: “أعرستُم اللّيلة؟” قال: نعم. قال: “بارَك اللّه لكما في غابر ليلتكما”، قال: فحملت. والأخبار في هذا المعنى كثيرة تحثّ على طلب الولد وتندب إليه؛ لما يرجوه الإنسان من نفعه في حياته وبعد موته.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات