قصّة السبعين الّذين اختارهم موسى عليه السّلام

+ -

 اختار موسى عليه السّلام سبعين رجلاً من خيرة قومه للمِيقات الّذي وقَّته اللّه له، ودعاهم للذّهاب معه. وكان هذا الميقات- على الراجح من الأقوال- بعد عبادة بني إسرائيل للعِجل في غيبة موسى عليه السّلام. ثمّ إنّ هؤلاء السبعين المختارين من بني إسرائيل طلبوا من نبيّهم موسى عليه السّلام ما لا يصحّ لهم أن يطلبوه، فأخذتهم الرَّجفة بسبب ذلك. وتوجّه موسى عليه السّلام إلى ربّه قائلاً: يا ربِّ! كنتُ أتمنّى لو سبقت مشيئتك أن تهلكهم من قبل خروجهم معي إلى هذا المكان، وأن تهلكني معهم حتّى لا أقع في حرج شديد مع بني إسرائيل؛ لأنّهم سيقولون لي: قد ذهبت بخيارنا لإهلاكهم. وقد قال موسى عليه السّلام هذا القول لاستجلاب العفو من ربّه عن هذه الجريمة الّتي اقترفها قومه، بعد أن منَّ اللّه تعالى عليهم بالنِّعم السّابقة الوافرة، وأنقذهم من فرعون وقومه. ثمّ دعا موسى ربّه أن يُيَسِّر له في هذه الحياة ما يحسن من نعم وطاعة وعافية وتوفيق، وأن يكتب له في الآخرة أيضًا ما يحسن من مغفرة ورحمة وجنّة عرضها السّموات والأرض. ثمّ قال اللّه تعالى لموسى ردًّا على دعائه: يا موسى، إنّ عذابي الّذي تخشى أن يصيب قومك، أصيب به من أشاء تعذيبه من العُصاة والطّغاة، فلا يتعيّن أن يكون قومك محلاً له بعد توبتهم، فقد اقتضت حكمتي أن أجازي الّذين أساءوا بما عملوا وأجازي الّذين أحسنوا بالحسنى. فلا خوف على قومك، ولا على غيرهم من خلقي ممّن هم أهل له.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: