يرى الأستاذ حشروف محمد أن ضعاف العقول وعديمي الأخلاق هم من يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتصفية خلافاتهم الشخصية، موضحا أن عجزهم على مواجهة خصومهم جعلهم يختفون وراء أسماء مستعارة، للتشهير بهم عند ذويهم لتشويه سمعتهم لتحطيمهم اجتماعيا.وقال المتحدث، أن عدة دراسات سلطت الضوء على الذين يهتمون بنشر الفضائح والمشاكل على صفحات الانترنت، دافعهم الوحيد هو الانتقام، فقد يعمد بعض الأشخاص على نشر مقاطع فيديوهات للتشهير بمطلقاتهم بغرض التشهير بهن على أنهن فاسقات، لتبرير ظلمهم وجورهم عليهن أمام الأهل، والعكس صحيح.وأشار المتحدث إلى أن تنامي هذه الظاهرة في المجتمع الجزائري مرده النزعة الانتقامية التي اجتاحت النفوس، بالإضافة إلى الابتعاد عن التماس الأعذار والعفو عند المقدرة، قائلا إن الكثير من المقربين والأصدقاء يسارعون إلى كشف أسرار بعضهم على صفحات الفايسبوك، بمجرد نشوب خلاف بينهم، الأمر الذي يزيد من حدة الخصام بينهم.واعتبر المتحدث أن انتقال الصراع من الشارع إلى الانترنيت، يزيد من اتساع رقعته من خلال انضمام أشخاص آخرين، إذ ما يلبث أن يعاود الخروج من الفضاء الالكتروني إلى الشارع ليفسح المجال أمام جرائم القتل والعنف والانتحار، فالانتقام حسب المتحدث، عاطفة سلبية تستعبد العقل وتزرع فيه فكرا مشحونا بالكراهية تسعى لتدمير الآخر بأي طريقة، وهو ما يدفع المنتقم إلى تسخير الفضاء الالكتروني لإشباع نزعته الانتقامية.وأوضح حشروف أن المشرعين بدأوا يفكرون في حماية المجتمعات مما أسماه بالانتقام المنفلت أو المترابط، لأنه يقدم أحدهم على إشباع نزعته الانتقامية بإيذاء مجموعة كاملة بسبب ذنب ارتكبه فردا فيها، وهذا ما حدث عندما نشر أحد الشبان صورة فتاة على الفايسبوك، فانتقمت عائلتها من كل محيط الشاب رغم أن المذنب فرد واحدولم يحصر محدثنا الذين يتخذون من الانترنت وسيلة للانتقام في أصحاب العلاقات المشبوهة، معتبرا من تربطهم علاقة زمالة أو عمل سيئة مستعدين للسير على خطى سابقيهم. ودعا الجهات التربوية والدينية إلى التركيز على هذا الموضوع، لما له من خطورة على بنية المجتمع، وقيام بخطوات جادة للتصدي له، من خلال تعزيز النصوص القانونية وإطلاق الحملات التحسيسية بتنبيه الأبناء وتجنّبه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات