+ -

ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، أمس، إلى 46 شهيدًا، بينهم تسعة من عائلة واحدة وعشرة في قصف استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونوروا) تأوي نازحين في رفح جنوبي القطاع، بينما أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال أن الجيش الإسرائيلي بدأ بسحب بعض قواته من غزة وإعادة نشر أخرى. قال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إن عشرة شهداء وصلوا إلى المستشفى الكويتي برفح، وأصيب 50 آخرون. مؤكّدًا أن هذه الحصيلة ”أولية”، وأن العدد قابل للارتفاع في ظلّ الإصابات الحرجة، واصفًا ما جرى بالمجزرة الجديدة التي ترتكب بحقّ العائلات النازحة بفعل الحرب الصهيونية.وطالب القدرة الأمم المتحدة بالوقوف عند مسؤولياتها لحماية النازحين في قطاع غزة، الذين يبلغ عددهم وفق مؤسسات حقوقية 250 ألف نازح.وبهذه الحصيلة الجديدة يرتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 1760 بينهم نحو أربعمائة طفل، في حين بلغ عدد الجرحى نحو 9200 جريح. بينما أظهرت معطيات نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة ”يونيسيف”، أن الاحتلال الصهيوني قام بقتل نحو ثلاثمائة طفل فلسطيني خلال عدوانه المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من جويلية الماضي.وقالت المنظمة في بيان صدر عنها، أمس الأحد، إن ما لا يقل عن 296 طفل وفتى فلسطيني استشهدوا منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أي ما نسبته 30 في المائة من إجمالي حصيلة الضحايا المدنيين الذين سقطوا جرّاء العدوان ذاته والذين يفوق عددهم 1760 شهداء.وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 44 مركزا للرعاية الأولية من إجمالي مراكزها الـ55 أغلقت بسبب الاستهداف الإسرائيلي المباشر لها وعدم قدرة السكان على الوصول إليها.واستهدفت الغارات الإسرائيلية 17 مستشفى، حيث تم إغلاق عشرة مستشفيات حكومية وأهلية منها، بينما تم استهداف 102 من الطواقم الطبية وقتل 19 منهم.من جهة أخرى، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس بسحب عدد كبير من قواته من المناطق الحدودية مع قطاع غزة وإعادة تموضعها خلف المناطق الآمنة الحدودية، وذلك تحت وقع عمليات وصواريخ المقاومة التي كبّدته خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، وإعادة نشر قوات أخرى في نفس الأماكن.وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بيتر ليرنير ”نسحب بعض (القوات) ونعيد نشر أخرى في قطاع غزة ونتخذ مواقع أخرى”، مؤكدًا أن ”العملية مستمرة”.وفي هذه الأثناء، كشفت صحف عبرية، النقاب عن قيام الجيش الصهيوني بتشكيل طاقم خاص مهمّته الأساسية وضع خطة استراتيجية لمواجهة أيّ اتهامات توجّه إليه بارتكاب جرائم حرب ضد المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.وأفادت صحيفة ”هآرتس” العبرية في عددها الصادر أمس، بأن الطاقم الذي يرأسه مدير قسم التخطيط في الجيش الصهيوني، اللواء نيمرود شيفر، ويضم مندوبين من عدة أقسام من جيش الاحتلال مثل النيابة العسكرية وقيادة ما تُعرف بالجبهة الجنوبية وسلاح الجو الصهيوني، سيُعنى بتجميع وتوثيق شهادات عن العمليات العسكرية في قطاع غزة، تحسبًا لأيّ اتهامات مستقبلية قد توجّه ضدّ قادة الجيش لارتكابهم جرائم حرب ضدّ الفلسطينيين.وفي ذات السياق، قال المحلل السياسي الإسرائيلي، يؤاف فاردي: ”إن الجيش الإسرائيلي قرر تنفيذ انسحابًا أحادي الجانب وإنهاء العملية البرية على قطاع غزة لأنه لا يملك خيارًا آخر، لكن إذا كانت هناك مبادرة معقولة سيقبل بها، لأن الانسحاب بالاعتماد على قوة الردع غير مجدي وغير كافي وإن مصلحة إسرائيل الخروج باتفاق تسوية”.وقد تواصلت الاحتجاجات المندّدة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عدة بلدان منها الولايات المتحدة وألمانيا وفنزويلا وتشيلي وفرنسا، حيث ردّد المتظاهرون شعارات تطالب بضرورة وقف العدوان المستمر منذ قرابة أربعة أسابيع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: