لا بــــد من تعـــــديل المبـــــادرة المصـــــرية لإرضــــــاء الفلسطيــــــنيين

+ -

كيف ترى تطور الوضع في قطاع غزة، بعد رفض الصهاينة لأي مبادرة لا تتضمن إطلاق سراح الجندي الأسير؟ ما تقوم به إسرائيل هو إرهاب دولة بمساندة واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية، وتصريحات الرئيس الأمريكي تؤكد الانحياز الواضح للموقف الصهيوني، بطلبه الإفراج عن الجندي الأسير دون الإشارة إلى شروط المقاومة الفلسطينية، والإرهاب الذي يتعرض له المدنيون من أطفال ونساء وكبار في السن، جراء القصف الهمجي الصهيوني للأماكن السكنية، وتعتقد إسرائيل في ذلك بأنها تحقق مكاسب، وتشترط نزع السلاح من المقاومة لوقف إطلاق النار والعدوان على قطاع غزة المحاصر لأكثر من سبع سنوات، وقد نجحت في وقت سابق في نزع قرار من مجلس الأمن، يأمر بنزع السلاح عن حزب الله في لبنان، لكن هذا القرار لم يتم تفعيله على أرض الواقع، بل تم إعلان المنطقة منطقة عازلة، وسيصعب نزع السلاح أيضا من المقاومة الفلسطينية، في حال أصدر مجلس الأمن قرارا مماثلا.من المنتظر أن يصل وفد فلسطيني إلى القاهرة لبحث الوضع في غزة، كيف ذلك، بعد إعلان مصر تأجيل اللقاء؟ بالفعل من المتوقع أن يصل وفد فلسطيني خلال ساعات إلى القاهرة، لبحث وقف إطلاق النار والعدوان الصهيوني على القطاع، لكن الأزمة في كيفية تمثيل الوفد، إذ يجب أن يضم كل التيارات، وهل سيكون الأعضاء تحت إشراف الرئيس أبو مازن، ومنضبط أم لا؟ وهل سيكون للوفد كلمة واحدة وموقف موحد أم لا؟ خاصة وأن إسرائيل لا تريد وقف إطلاق النار، إلا بعد إطلاق سراح الضابط المختطف، وهذا هو موقف إسرائيل المعتاد دائما تترك جوهر القضية، وتبحث عن القضايا الفرعية، وعليه أرى أن المبادرة المصرية، على اعتبار أنها المبادرة الوحيدة المطروحة على الساحة، تتيح فرصة تهدئة ثم إطلاق المفاوضات، وإطالة الوقت يؤدي لزيادة الموقف تعقيدا، لكن يستوجب إدخال بنود عليها لإرضاء الجانب الفلسطيني، وأن تكون مطالب المقاومة مجال لنقاش لإيجاد حل للأزمة ووقف إطلاق النار بسرعة، سواء من طرف إسرائيل أو المقاومة، ومن الطبيعي أن تضمن المبادرة فتح جميع المعابر، مع تحديد الجهة المسؤولة عنها طبقا لاتفاق المعابر، حتى لا نجد أنفسنا أمام دولتين، السلطة الفلسطينية ممثلة في حركة فتح والرئيس أبو مازن، من جهة، وحماس من جهة أخرى.وما هو الحل لإنهاء العدوان على القطاع؟ الخروج من الأزمة يستدعي موقفا عربيا أكثر ثقلا، وأن يثبت الطرف العربي أنه ليس محايدا وإنما مساند للشعب الفلسطيني.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: