ميراث المسرحي الكبير مصطفى كاتب يحتضر

+ -

دعت المسرحية الجزائرية رملي تاسعديت، إلى إعادة الاعتبار للمسرح المدرسي، مما سيضمن مستقبلا ”وجود جمهور متشبع بالثقافة الحقيقية التي نريد”. وقالت في حوار لـ ”الخبر” إن المسرح لازال بحاجة إلى إعادة النظر، من حيث نوعية الإنتاج والتوزيع وكذا التسيير وتعميم المسرح على كل القطر الوطني كما تحدث عن آخر إسهاماتها الإبداعية..كيف ترون واقع المسرح في الجزائر وهل المشاورات الأخيرة التي دعت إليها وزيرة الثقافة لمراجعة المشهد الثقافي قادرة على إعطاء نفس جديد للمسرح؟ سؤال صعب جدا، لأن المسرح الجزائري عاش عدة مراحل، بدءا من فرقة جبهة التحرير الوطني دون إلغاء من سبقوها، فالكل يحمل رسالة سامية، لكن الغايات والأهداف تتغير من جيل لآخر، فقد عشنا السنوات الأخيرة في بحبوحة مالية في قطاع الثقافة بعيدا عن فلسفة مات الملك وعاش الملك، لكن المسرح لازال بحاجة إلى إعادة النظر من حيث جوهر الأشياء، من نوعية الإنتاج والتوزيع وكذا التسيير وتعميم المسرح على كل القطر الوطني، فالجنوب الجزائري لازال لا يملك مسرحا لليوم بعد اثنين وخمسين سنة من الاستقلال وهذا شيء غير طبيعي.في رأيك لماذا لا تزال المسارح الجزائرية تعاني من أزمة عزوف الجمهور؟                         غياب الجمهور مسؤولية يتقاسمها الجميع، فالرداءة إن صح التعبير التي اتسمت بها العديد من الأعمال المسرحية المقدمة جعلت الجمهور يقاطع العروض محليا، وحتى دوليا فمنذ سنوات لم تحصل الجزائر بكل إنتاجها على جائزة دولية في المسرح تعكس جهود الدولة واستثمارها، فالقضية لا تتعلق بالإمكانيات وإنما قضية إبداع وضمير. كذلك لابد من إعادة الاعتبار لمسرح الطفل والمسرح المدرسي، لأن زرع هذه البذرة لدى الطفل وترقية ذوقه الفني وإدماجه في هذا العالم الساحر، ستضمن لنا في الغد القريب جمهورا متشبعا بالثقافة الحقيقية التي نريد.من بين الحلول المطروحة لحل أزمة المسرح في الجزائر فصل التكوين المسرحي عن السينمائي في المعاهد المسرحية؟ ما رأيك؟ فصل التكوين المسرحي عن السينمائي ضرورة ملحة، فقد كان قرار سنة 2004، بمزج التكوينين خاطئا شكلا ومضمونا، فلكل تكوين خصوصياته واختلافه الكامل عن الآخر، فمعهد برج الكيفان الذي يعد أعرق معاهد التكوين المسرحي في العالم العربي الذي أسسه المبدع الراحل مصطفى كاتب مطلع الستينيات من القرن الماضي قدّم للجزائر خيرة المبدعين في شتى الميادين، لكنه منذ تحويله لازال يحتضر ويعيش أسوأ حالاته.بحكم تخصصك في مسرح الطفل هل ما ينتج في هذا المجال من أعمال يغطي الحاجة الحقيقية؟ لازلنا بحاجة ملحة للاستثمار في مسرح الطفل، فما تقدمه المسارح الموجودة حاليا وبعض الجمعيات والتعاونيات يبقى قليلا ومجحفا في حق الطفل، دون الحديث عن النوعية والفئات العمرية وقضية ضرورة الرقابة على ما يقدم للطفل، لأن الشيء الجميل الذي يحمله المسرح بين طياته من لب كل الفنون من النص إلى السينوغرافيا والإخراج والأداء كلها تحمل ثقافة وتنمية للحس الجمالي للطفل، وخاصة أن الطفل اليوم متفتح على كل ما يحدث في العالم، من خلال كل الوسائل والوسائط التكنولوجية المتاحة واستغبائه بأعمال باهتة صار ضربا من ضروب الخيال، فإما أن نكون قدر المسؤولية والإبداع أو لا نكون.معظم مهرجانات المسرح في الجزائر ومنها المهرجانات التي تقام ببجاية لم ترق إلى المستوى المطلوب، حسب رأيك ما هو السبب؟ المهرجانات المسرحية الموجودة بالجزائر بحاجة لإعادة نظر، حسب ما نريد أن نقدمه، وليس ما يجب أن نقدمه. فلابد من وضع استراتيجية طويلة المدى بنضج ووعي واحترافية، وإن لزم الأمر اللجوء إلى المؤسسات العمومية التي لديها التجربة والخبرة في تنظيم هكذا تظاهرات، كالديوان الوطني للثقافة والإعلام أكبر مؤسسة ثقافية في الجزائر. أما بالنسبة لبجاية، فهنالك مهرجان المسرح الدولي الذي كان ينظم في العاصمة ونقل إلى بجاية في طبعتين، وأعتقد أن الأستاذ عمر فطموش مدير المسرح ومحافظ المهرجان لم يدخر جهدا لإنجاح هاتين الطبعتين، إلا أن المهرجان لازال فتيا وبحاجة لدعم أكبر حتى نحقق شعار مفهوم الدولية التي نريد.ما هي مشاريعك القادمة؟ مشروعي المقبل هو نص من اقتباسي لكاتب جزائري بعنوان ”سر جدي”، ليكون إبداعا جزائريا مئة في المائة وسأحاول تقديمه باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية وسيكون إنتاجا للمسرح الجهوي لبجاية عبد المالك بوڤرموح، لأن هذا المكان هو الفضاء الذي تعلمت فيه المسرح الهاوي وعدت إليه منذ عشر سنوات بعدما أنهيت تكويني الأكاديمي بمعهد برج الكيفان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: