“لما أرادوا حسم تعديل الدستور لجأوا إلى ڤايد وتوفيق”

+ -

 أفاد سعيد سعدي، الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بأن النظام حين أراد الحسم في تعديل الدستور لجأ بطريقة غامضة إلى العسكريين. واتهم سعدي الرئيس بوتفليقة بإعادة صياغة التاريخ بما يوافق انتماءه الجهوي بعد أن تولى مقاليد الحكم سنة 1999.قال سعيد سعدي في حوار مطول، أمس، مع جريدة “ليبرتي”، إن “بريكولاج” تعديل الدستور ومحاولة رشوة حركة الجنوب والضغط على حركة مجتمع السلم، يظهر أن النظام يريد الإبقاء على حالة “الستاتيكو”. وأوضح أن أعمدة “المال والخوف وانسجام العصب” التي يرتكز عليها النظام “بدأت تتصدع”، لكن النظام “لا يبحث مع ذلك عن الحل المتفاوض عليه”.  ولاحظ سعدي أن “النظام الذي حاول إقناع الجميع بالمشاركة في تعديل الدستور، لجأ في ساعة الحسم إلى القادة العسكريين ليستشيرهم في تعتيم كامل”، في إشارة إلى ما تردد حول لقاء بوتفليقة مع قائد الأركان ڤايد صالح ومسؤول جهاز مديرية الاستعلام والأمن الجنرال توفيق في إطار تعديل الدستور. وأضاف سعدي: “يبدو أن إعادة الدفء في العلاقات بين الرجلين (ڤايد وتوفيق) لم تكف لعقد اجتماع مشترك بينهما مع رئيس الدولة في قضية تعديل الدستور.وبحسب رئيس الأرسيدي السابق، فإنه “لم يبق بديل أمام الجزائر سوى حركة واسعة تقاد بصبر، تجمع الأحزاب السياسية المتحررة من النظام والمجتمع المدني لتجنب الكارثة. وهذا ما يتم عمله في تنسيقية الانتقال الديمقراطي وفي الاحتجاجات المستمرة في الجنوب. لكن الإطار الجزائري الذي كان سلبيا لمدة طويلة، وفق سعدي، عليه أن يندمج في عملية إنقاذ الوطن وبناء الأساسات الديمقراطية التي تبني من جديد الحياة العامة”.وبخصوص الجدل المثار حول التاريخ الرسمي، قال سعيد سعدي، إنه “مع مجيء الرئيس بوتفليقة إلى الحكم، طبقت استراتيجية دقيقة لمراجعة الأحداث التاريخية، إذ في خضم الاحتفاء بذكرى عبان رمضان ومحمد خيذر اللذين أطلق اسماهما على مطاري بجاية وورڤلة، تم إطلاق اسم مصالي الحاج على مطار تلمسان أيضا”. وتابع: “الرئيس الفرنسي جاء بالدعم خلال زيارته للمصادقة على إعادة الاعتبار إلى مصالي الحاج”.وذكر رئيس الأرسيدي السابق أن مجموعة من الإجراءات جرى اتخاذها من أجل إعادة صياغة تاريخ الجزائر عبر “نقل مركز الثقل التاريخي المشترك إلى نزعات جهوية”. ولفت إلى وجود “انتماء إيديولوجي وسياسي بين مصالي وبن بلة وبوتفليقة، يتمثل في الوصاية الشرقية (مصر).. والتصورات المذهبية للدولة والهوس بالحكم الفردي الذي يميز الرجال الثلاثة”. وأبرز سعدي أن هذا التعديل الذي أجري على التاريخ تم برشوة منظمات الأسرة الثورية.وكان رئيس الأرسيدي السابق قد أطلق تصريحات مثيرة للجدل في الآونة الأخيرة، إذ وصف مصالي الحاج بالخائن واتهم بن بلة بالعمالة لمصر، وقال إن علي كافي يكره القبائل. وعما إذا كان يتعرض لهجوم منظم عقب تصريحاته الأخيرة، قال إن “قرب الأحداث لا يسمح بإعطاء قراءة كاملة لما يجري، لكنه أوضح أن حجم الجهوية كبير في تفكير جانب هام من النخبة وعلاقتهم المشبوهة مع النظام”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: