لم يحضر الحفل الذي أقامته السفارة المغربية بالجزائر، أول أمس، بمناسبة الذكرى 15 على تولي الملك محمد السادس سدة الحكم في المملكة المغربية، أي من الرسميين الجزائريين، باستثناء الأمين العام لوزارة الخارجية بمعية بعض الوزراء السابقين، ما يعكس الأجواء المتوترة التي تطبع العلاقات بين البلدين، وتحمل أيضا رسالة تذمر من الجزائر إلى الرباط.اقتصر الحضور في الاحتفال الذي أقامته سفارة المغرب بمناسبة عيد العرش، على غير العادة، على وزراء سابقين ومسؤولين متقاعدين، وسُجل غياب ملحوظ لكبار المسؤولين الرسميين والوزراء ذوي الحقائب السيادية في الحكومة، الأمر الذي ظهر جليا ولاحظه العديد من الضيوف الحاضرين.هذا الغياب المقصود يحمل في طياته رسالة سياسية واضحة المعالم، وهي رد فعل على استمرار الاستفزازات والحملات المغربية ضد الجزائر، وأيضا مؤشر على البرودة والفتور التي تميز العلاقات بين الجزائر والمغرب، والتي ازدادت “تدهورا” منذ حادثة الاعتداء على القنصلية الجزائرية في الدار البيضاء وتدنيس الراية الوطــــــنية في ذكرى احتفال الجزائريين بذكرى الثورة المجيدة (1 نوفمبر 2013).ولم تكن مقاطعة الرسميين الجزائريين للدعوة الموجهة من قبل السفارة المغربية بمناسبة الذكرى الـ15 لاعتلاء محمد السادس الحكم، بالأمر المفاجئ، بل كانت منتظرة وتعد استمرارا وتمسكا بالقرار المتخذ في ديسمبر 2013، من قبل الجزائر بخفض مستوى تمثيلها في كل الاجتماعات الرسمية المغربية، في أعقاب الحكم المخفف الذي أصدره القضاء المغربي بحق الشاب الذي اقتحم القنصلية الجزائرية في الدار البيـــــــــــضاء وتدنيس الراية الوطــــــــــــــــنية يوم 1 نوفمبر، وعدم استــــــــــــــــجابة المغرب لمطـلب الجزائر القاضي بالاشتراك والتعاون الحقيقي للتحقيق في تلك الحادثة، واعتذار المملكة عن تلك الواقعة التي كانت كل المعطيات تشير إلى أنها كانت بإيعاز من نظام المخزن.ولا يمكن جعل ردة الفعل الرسميين الجزائريين بعدم حضور احتفالية السفارة المغربية، بمعزل عن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار الأسبوعين الماضيين، حيث اتهم الجزائر بالقيام “بتحركات بائسة على المستوى الإفريقي، وعلى رأسها إقحام الاتحاد الإفريقي في النزاع حول إقليم الصحراء، عبر تعيين ممثل، وهو ما حذرنا من انعكاساته على مسار القضية”، وهي التصريحات التي وصفها الناطق باسم الخارجية الجزائرية بـ”المشينة وتشكّل انزلاقا وتنم عن حساسية مفرطة لا تليق بالعلاقات التي تربط بين بلدينا الشقيقين والجارين”.ورغم استمرار الاستفزازات والحملات الإعلامية المغربية ضد الجزائر، وآخرها خطاب محمد السادس الذي اتهم الجزائر بـ”التعنت” في التعاطي مع المبادرات المغربية، مشيرا إلى أنه “ومهما كان حجم هذا الخلاف، فإنه لا يبرّر مثلا، استمرار إغلاق الحدود، فقد بلغ الوضع حدا لا يفهمه ولا يقبله المواطن المغاربي”، ليرد عليه وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، أول أمس، بالتأكيد أن الجزائر حريصة على بناء علاقات “طبيعية” مع المغرب، وعلى بناء اتحاد المـــــــــغرب العربي في ظــــــــل احترام حق الشعب الصحـــــــــــــــــراوي في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية.وصرح لعمامرة بأن موقف الجزائر من القضية الصحراوية “سليم وعادل”، وهي “تتقاسمه مع بقية الشعوب الأخرى في العالم”، مشيرا إلى تمسك المجموعة الدولية بمبدأ تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات