أندية “تتسّول” إعانات الدولة وتتباهى بالتحضير في الخارج

+ -

 المال العام في خدمة مراكز تحضير الفرق خارج الوطناختلف رؤساء ومسؤولو الأندية الجزائرية بشأن قدرة الهياكل الرياضية بالجزائر والمرافق الملحقة بها، على استيعاب العدد الهائل من الأندية الجزائرية لكرة القدم الناشطة في مختلف الأقسام، لإقامة واحتضان تربصات هذه الفرق من أجل تحضيراتهاالتي تسبق عادة المواسم الكروية الجديدة. تنوعت آراء رؤساء الأندية حول جدوى إقامة التربصات خارج الوطن، في وقت يمكن إقامة معسكرات تحضيرية داخل الوطن وبتكاليف مالية أقل، خاصة إذا ما كانت الدول التي تقصدها فرقنا تتوفر على مناخ شبيه بالمناخ السائد في الجزائر. هذا الأمر جعل من وزير الرياضة الدكتور تهمي يشدد في إحدى زياراته الميدانية إلى ولاية الشلف على ضرورة استغلال المرافق الرياضية المتواجدة بالجزائر من قبل الفرق المحلية لإقامة تربصاتها بها، بدل التوجّه للخارج لإجراء معسكرات لا تختلف عما هو موجود بالجزائر. لكن الشيء الذي يجهله وزير الرياضة، ونحاول كشفه من خلال هذا الملف، أن هناك مديريات للشباب والرياضة تتكفل بمصاريف تربصات أندية ولايتها بالخارج، على غرار ما تفعله مديرية الشباب والرياضة بولاية وهران، وتحت إشراف الولاة الذين تعاقبوا على تسيير شؤون هذه الولاية، وهو أمر يجعلنا نتساءل عن كلام الوزير إن كان هو تمهيد لإصدار قرار يمنع الأندية بالتربص بالخارج أو أنه مجرد كلام للاستهلاك فقط.وفيما طالب بعض رؤساء الأندية بضرورة تقنين التربصات الإعدادية داخل الوطن، أكد رؤساء آخرون بأن التربصات التي تقام مثلا في تونس أو المغرب وحتى تركيا هي أقل تكلفة من تلك التي تجرى بالجزائر.وما تجب الإشارة إليه في هذا الموضوع، أن كل أندية البطولتين الاحترافيتين الأولى والثانية لكرة القدم، لا تتوقف في طلب الإعانات المالية من الدولة، أكثر من ذلك سوناطراك الراعية لفريق مولودية الجزائر والطاسيلي، الراعية لفريق شباب قسنطينة، أي أموال الدولة، هي أول من تتحوّل إلى الخارج لإقامة تربصاتها الإعدادية، مما يعني أن المال العمومي بات مسخّرا للأجانب.رئيس اتحاد بلعباس عبد الحكيم سرار“يجب إصدار قرار يمنع التربصات في الخارج” ذهب رئيس اتحاد بلعباس إلى أبعد حد للتعبير عن موقفه المعارض لإقامة تربصات للفرق الوطنية خارج الجزائر.وقال سرار “أظن أن هذه التربصات أصبحت تلجأ إليها الأندية من أجل الاستعراض فقط والتباهي، وأصبحت في السنوات الأخيرة موضة أكثر منها لاستفادة الفرق بنوعية التحضيرات، ورغم أنني أعترف بأن هناك نقصا في المراكز التحضيرية في الجزائر مقارنة بعدد الفرق الناشطة في القسمين المحترفين الأول والثاني، وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك مراكز بإمكانها توفير أحسن الظروف لإجراء معسكرات تدريبية في المستوى، وأعطيك مثال الفريق المتوج بالدوري الجزائري، اتحاد العاصمة أجرى تحضيراته في الجزائر ونال اللقب، ووفاق سطيف أجرى تربصه بمدينة سطيف وفاز في أول مباراة له بتونس، وبالتالي أقول أن التحضيرات داخل وخارج الوطن هي نفسها، وأنا كمسؤول على فريق اتحاد بلعباس، قمنا بالتربص في تونس وجدنا فندقا وملعبا للتدريب، وفي سيدي بلعباس لدينا أيضا فندق وملعب، لكن يبقى الفارق الوحيد والمضحك أنك حينما تتربص بالجزائر لا تجد فرقا تلعب ضدها مباريات ودية، ولما تذهب للتربص في الخارج تجد فرقا جزائرية لتلعب معها مباريات ودية، وبالتالي، فإذا أردت أن تلعب مقابلات ودية ضد فرق جزائرية، فعليك التربص بالخارج”. وأضاف سرار في السياق ذاته يقول “نحن في حاجة إلى قرار سيد ومسؤول يلزم كل الفرق الجزائرية بالتحضير داخل الوطن، أولا لإعطاء قيمة ومصداقية للمراكز المتواجدة بالجزائر، وثانيا لتشجيع فرق أوروبية وإفريقية للتحضير بالجزائر، خاصة وأن الدولة بدأت تستثمر في إنشاء المراكز والأكاديميات الرياضية التي تتوفر على كل المرافق لإجراء تربصات من الطراز العالي”.الناطق الرسمي باسم أولمبي الشلف عبد الكريم مدوار“بلادنا تفتقر للمنشآت الرياضية والتربص بتركيا أقل تكلفة من الجزائر” على غير العادة، قررت شركة “أسود الشلف” إقامة تربصها الإعدادي للموسم الكروي الجديد بتركيا بعد أن كانت الوجهة السابقة إما تونس أو المغرب. وقد شد الفريق الرحال يوم الثلاثاء الماضي إلى العاصمة التركية اسطنمبول ليقيم بفندق “غرين بارك” لمدة 12 يوما ستكون مدة التربص هناك.وعن هذا التربص، قال الناطق الرسمي باسم أولمبي الشلف، عبد الكريم مدوار “ككل سنة نقوم بتربصين خارج الوطن، الأول قبل بداية الموسم، والثاني مع نهاية مرحلة الذهاب، لقد اعتدنا التحضير بمركز “وينلاس” بالدار البيضاء المغربية، ولأسباب أمنية قررنا وبالتنسيق مع إدارة فريق اتحاد العاصمة التوجه إلى نفس الفندق الذي أقام فيه الإتحاد بتركيا”.وعن أسباب تمسك إدارة أولمبي الشلف بالتحضير خارج الوطن، قال مدوار “تعلمون أن بلادنا لا تتوفر على مراكز تدريب تملك مرافق تصلح لإقامة معسكرات تدريبية، وكل فرقنا لا تملك سوى ملاعبها التي تستقبل على أرضيتها وتتدرب عليها، ولا تملك مراكز خاصة بها، على غرار الفرق الأوروبية أو المغاربية في صورة الترجي التونسي الإفريقي والرجاء والوداد البيضاويين”.وأضاف مدوار يقول “المراكز التي عسكرنا فيها من قبل بتونس والمغرب تتوفر على ملاعب للتدريب وقاعات لتقوية العضلات ومسابح ووسائل للاسترجاع، في حين لا نجد في فنادقنا سوى غرف للنوم وحظائر لركن السيارات، مما يجعلنا نفضل الخارج حتى نستفيد فعلا من التحضير”.وعن تكلفة التربص خارج الوطن، رد الناطق الرسمي باسم أولمبي الشلف “على الجميع أن يعلم بأن ثمن إقامة تربص خارج الوطن مثلما كنا نقوم به في تونس أو المغرب مع توفر كل الأشياء التي ذكرناها، زيادة على إقامة ثلاث مباريات ودية على الأقل، أقل بكثير من الإقامة بأحد فنادق العاصمة دون التدرّب ولعب مباريات ودية”، ليختم مدوار كلامه بالقول “حسب السياسة المنتهجة في بلادنا فيما يخص إنشاء مراكز التحضير، سنتوقف يوما ما عن الذهاب إلى الخارج وتوفير العملة الصعبة لبلادنا”. الشلف: توفيق  عباس المدير العام لشباب قسنطينة عمر بن طوبالالتربص خارج الوطن مفيد للاعب من الناحية البسيكولوجية فقط أوضح المدير العام لشركة شباب قسنطينة، عمر بن طوبال، أنه لا يوجد فرق بين التربص داخل الجزائر وخارجها سوى من الناحية البسيكولوجية. وحسبه، فإن اللاعب الجزائري حينما يسمع بأنه سيتربص خارج الوطن، فإنه يحس براحة نفسية، مما يعني تأثير ذلك على مردوده الرياضي.وشدّد بن طوبال أنه يوجد في الجزائر العديد من المناطق التي يمكن لنوادينا التربص بها، على غرار عين تيموشنت وسطيف وبجاية. مشيرا إلى أن الفارق مع ما هو متوفر من هياكل ومراكز للتحضير من أعلى مستوى، مثلا، كما هو موجود بتونس والمغرب، كتعدّد أرضيات التدريب المعشوشبة طبيعيا واصطناعيا وذات جودة عالية، وكذا المسابح ومراكز التدليك ووسائل الاسترجاع، وغيرها من الأشياء التي يحتاجها اللاعبون خلال المعسكرات التحضيرية.وكشف المصدر ذاته، بحكم تجربته الجديدة مع ناديه شباب قسنطينة، الذي تربّص مؤخرا بمدينة حمام بورڤيبة التونسية، فإنه لا يوجد شيء خارق للعادة فيما يخص الهياكل الموجودة بالجارة تونس، مشيرا إلى أن فريق “السنافر” سيجري معسكره التحضيري الشتوي داخل الوطن، سواء بسطيف أو عين تموشنت.وعن الفرق التي يحبّذ مسؤولون إقامة تربصاتها في أوروبا، فقد أرجع بن طوبال ذلك إلى إمكانية ملاءمة المناخ السائد حاليا في أوروبا من أجل إجراء تحضيرات في المستوى والسماح للاعبين ببذل مجهودات أكبر.قسنطينة: فيصل. شرئيس أمل مروانة رمضان ميدونتوفر الظروف الملائمة وراء اختيارنا التربص بتونس يقول رئيس أمل مروانة رمضان ميدون، عن سبب اختيار إدارة النادي للتربص بالخارج “وجدنا أنه من الأفضل التحضير بأحد المركبات التونسية، خاصة وأن الفريق تجدّد بنسبة كبيرة هذا الموسم، وبرمجة مثل هذا التربص من شأنه أن يخلق الجو العائلي بين اللاعبين، ويسرعّ من عملية الانسجام”. وبخصوص رفضه التحضير بالجزائر تساءل ميدون بعفويته المعروفة “أين هي المركبات بالجزائر التي بإمكانها استقبال فريقين في نفس الوقت؟، أضف إلى ذلك، هل لدينا حقا مرافق رياضية تسمح حقا بإقامة تربص حقيقي؟”.وأشار ميدون إلى نقطة مهمة حينما تكلّم عن المراكز الخاصة بالفرق المحترفة وقال “لقد ورثت الفرق المحترفة ديونا كبيرة يوم كانت هاوية، ولا يمكنها إنجاز مراكز في حجم ما هو متواجد بتونس، والكلام عن المدارس الرياضية يبقى مجرد حبر على ورق، وبالتالي لا يمكننا الحديث عن التربص بالجزائر ما لم تتغير المنظومة الكروية، وتتدعم بملاعب ومركبات يمكنها استقبال الفرق للتحضير بها، وأنا أدعو الدولة للاستثمار في هذا المجال التي فشلت فيه الفرق”.باتنة: ع. ياسين

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: