اختبأ ملك المغرب محمد السادس وراء ما أسماها ”الدول الشقيقة” التي لم يسمها بالاسم، للتعبير عن شكواه وتأثره من إغلاق الجزائر لحدودها مع بلاده، على اعتبار أن تلك ”الدول” استغربت، حسب قوله، أسباب استمرار إغلاق الحدود، وأبلغوه مطالبهم برفع الحواجز بين الشعبين الجزائري والمغربي، في محاولة من الملك المغربي لاستعطاف الجزائر من أجل فتح الحدود.قال محمد السادس أمس في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى 15 لعيد العرش في الجانب المتعلق بـ ”الصعيد المغاربي”: ”نجدّد إرادتنا الراسخة في بناء اتحاد قوي، عماده علاقات ثنائية متينة ومشاريع اقتصادية اندماجية، وإننا نؤمن بأن الخلاف ليس قدرا محتوما (يقصد الخلاف مع الجزائر)، وهو أمر طبيعي في كل التجمعات”. وبرر الملك المغربي الذي أظهر تغييرا جزئيا من موقفه تجاه خلافه مع الجزائر باستعمال ورقة الاتحاد الأوربي، موضحا ”فهذا الأخير مثلا كان ولا يزال يعرف بعض الخلافات بين أعضائه، إلا أنها لا تصل حد القطيعة، غير أن ما يبعث على الأسف هو التمادي في الخلاف لتعطيل مسيرة الاتحاد المغاربي”، وهو اتهام للجزائر بتعطيل بناء الاتحاد المغاربي. وتابع محمد السادس ”ومهما كان حجم هذا الخلاف، فإنه لا يبرّر مثلا استمرار إغلاق الحدود، فقد بلغ الوضع حدا لا يفهمه ولا يقبله المواطن المغاربي، لدرجة أن عددا من الذين التقيت بهم خلال جولاتي في بعض الدول الشقيقة، يسألون باستغراب عن أسباب استمرار هذا الإغلاق، ويطلبون رفع الحواجز بين شعوبنا”. ويبدو واضحا من هذا الجزء من خطاب الملك أنه يختبئ وراء ”الدولة الشقيقة”، فلو كان صادقا لأعطى لخطابه مصداقية وذكر أسماء تلك الدول، على الأقل لإقناع الرأي العام بموقفه الذي يرى أنه الأصلح.وحاول محمد السادس أن يظهر نفسه بريئا من تعطيل بناء صرح مغاربي متكامل ويتهم الجزائر على طول الخط، مشيرا ”وقد كان جوابي لهم دائما أن المغرب ما فتئ يدعو منذ أزيد من 6 سنوات لإيجاد حل لهذا الوضع الغريب، إلا أن كل المبادرات المغربية الجادة تقابل بتعنت ورفض ممنهج يسير ضد منطق التاريخ والشرعية، ويتنافى مع حقوق شعوبنا في التواصل الإنساني والانفتاح الاقتصادي”.وقبل ذلك كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد هنأ العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 15 لاعتلائه عرش المملكة، جدد له فيها عزمه تعزيز علاقات الأخوة والتعاون المثمر بين البلدين. وقال رئيس الجمهورية في البرقية المنقولة من طرف وكالة الأنباء الجزائرية، ”وهي مناسبة سعيدة أغتنمها لأجدد حرصي على العمل مع جلالتكم من أجل تمتين وشائج القربى وحسن الجوار التي تجمع بلدينا الشقيقين، وعزمي على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون المثمر بينهما بما يعود بالخير العميم على شعبينا وبلدينا”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات