أصيب الجزائريون خلال الأيام الأخيرة بازدواج في الشخصية، فاحتاروا إن كانوا فرنسيين أم جزائريين، بعد أن ضبطوا عقارب ساعتهم على ما تجود به السلطات الفرنسية من معلومات حول حادثة تحطم الطائرة.لم يكف حيرة الجزائريين أمام إشكالية الطائرة المتحطمة المستأجرة بما يعني أنها ليست 100% جزائرية، حتى أصيبوا بالذهول من الفوضى التي ميزت التعامل الإعلامي الجزائري مع الحادث، ففي الوقت الذي شغل المسؤولون الفرنسيون الساحة وفي طليعتهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أعطى 3 تصريحات في أيام معدودات، تفنن وزير النقل في حشر عبارته الشهيرة ”بعد تعليمات فخامة رئيس الجمهورية” في كل ما جاء على لسانه حول الحادث.مواقع التواصل الاجتماعي التهبت في الساعات الأخيرة بسبب غياب حامل لواء جزائري، ففي الوقت الذي ظهر فيه الرئيس الفرنسي كقائد في العاصفة، اتسم الموقف الجزائري بفوضى كبيرة، فتساءل جيش الفايسبوك الجزائري ”هل الطائرة فرنسية أم جزائرية؟”، حتى إن أقر هؤلاء بحق فرنسا باجتياح الساحة لسببين: الأول العدد الكبير من الفرنسيين الذين لاقوا مصرعهم في الحادث، والثاني التواجد العسكري في المنطقة الذي منح لفرنسا حركية أكثر خلال عملية البحث والآن في التحقيق في أسباب سقوط الرحلة الرقم ”آ.آش 5017” التابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية.. عفوا الجزائرية.عمار غول لا يضيع فرصةوزير النقل عمار غول جلب إليه أشد التعليقات قسوة، فقال أحدهم ”عمار غول لا يضيع فرصة لضرب الشيتة، حتى لما يتعلق الأمر بمأساة إنسانية، فهل تنصيب خلية أزمة في مثل هذه الحوادث يحتاج لقرار سياسي؟”، وكان وزير النقل عمار غول أعلن فور وقوع الحادث ”فخامة رئيس الجمهورية أمر بتشكيل خلية أزمة”، وأضاف آخر ”خلية أزمة تحصيل حاصل يا وزير ولا تحتاج لقرار من الرئيس، فلو نفرض أن الرئيس لم يأمر هل نبقي الوضع دون خلية أزمة؟”.الصمت الجزائري وشح المعلومات الصادرة من الطرف الجزائري أغضب الجزائريين كثيرا، فتساءل شاب على صفحة ذات شعبية كبيرة ”لم نفهم لحد الآن هل الطائرة جزائرية أم فرنسية؟ الأمور تقول إنها فرنسية، فسمعنا رئيسهم عدة مرات ومسؤولين آخرين، ومن جهتنا لا أحد تقريبا”.والطامة الكبرى هو الإعلان الرسمي عن العثور على الطائرة الذي صدر من الرئاسة الفرنسية على الساعة الرابعة صباحا من نهار أمس، فيما انتظرت السلطات الجزائرية منتصف النهار أي بعد أكثر من 8 ساعات من الإعلان الفرنسي، ليطل عمار غول ويقول إنه تم العثور على الطائرة، فالرئاسة الجزائرية نادرا ما تصدر بيانات، فما بالك أن تصدرها على الساعة الرابعة صباحا! وبخصوص الندوة الصحفية التي عقدها عمار غول قبل أن يطير إلى بوركينافاسو، بأمر من رئيس الجمهورية طبعا، وحضرها أيضا وزير الاتصال، تساءل صحفي ”لم أفهم جدوى حضوره وما علاقته بحادث مأساوي، فقريبا سنرى وزير التكوين المهني يحضر الندوة الصحفية لمدرب المنتخب الوطني لكرة القدم”.مرتادو الفايسبوك أجمعوا في الأخير أن الحكومة أكدت مرة أخرى عجزها أو افتقادها لسياسة اتصالية خاصة في مثل هذه المناسبات التي تكون فيها أنظار العالم أو جزء منه مشدودة إلى الجزائر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات