+ -

قال الشهرستاني في كتابه: ”المِلل والنِّحل”: [وأعظم خِلاف بين الأمة في الإمامة، إذا ما سُلّ سيْفٌ في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سُلّ على الإمامة في كلّ زمان]. عرف تاريخنا العربي-الإسلامي العنف من خلال ”فرق إسلامية”  تبنّت ”خطاب السيف” وهو خطاب له رمزيته وعالمه السيميائي المُشكل لمخيال ”الجماعة الاحتجاجية”، وَمُنشِّط سيكولوجي له قوّة روحية خاصة، يتحوّل إلى قوّة مادية، خطاب انتعش في فترات الصراع السياسي، وأحيانا كان يُبَشّر بالأوّل وبملءِ الأرض عدلا بعد ما مُلِئت ظلما وجُورا، يعتمد منهجية خاصّة في التأويل في قراءته للنصوص القرآنية الكريمة، وهو تأويل كان يراه بعضُ المُفسّرين والفقهاء فاسدًا ولا يتقيد بشروط التأويل اللغوية والتاريخية، لكن رغم ذلك بقيَ هذا التأويل مُنَشّطا ثقافيا وسيكولوجيا بسبب غياب العدالة، وحُضور الاستبداد  والظلم. ولقد أدرك على بن أبي طالب كرّم الله وجهه مُبكّرا خطورة حضور النص في العراك السياسي، فحذّر من تأويل يُسيل الدِّماء. لقد كان  يُقاتل جيش معاوية بن أبي سفيان في معركة صفين وهو يردّد:

نحن ضَربناكم على تنْزيله            فاليوم نَضربُكم على تأوِيله 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات