القيام يعلّمنا حفظ الصّحة ويربِّينا على القناعة

+ -

 الصّوم يعلّم النّظام والانضباط، لأنّه يجبر الصّائم على تناول الطّعام والشّراب في وقت محدّد وموعد معيّن، وعلى الإمساك في وقت يحرم تجاوزه. والصّوم يشعر بوحدة المسلمين الحسيّة في المشارق والمغارب، فهم جميعًا يصومون ويفطرون في وقت واحد، لأنّ ربّهم واحد سبحانه وعبادتهم واحدة.وينمّي الصّوم في الإنسان عاطفة الرّحمة والأخوة، والشّعور برابطة التّضامن والتّعاون الّتي تربط المسلمين فيما بينهم، فيدفعه إحساسه بالجوع والحاجة مثلًا إلى صلة الآخرين، والمساهمة في القضاء على غائلة الفقر والجوع والمرض، فتتقوّى أواصر الرّوابط الاجتماعية بين النّاس، ويتعاون الكلّ في معالجة الحالات المرضية في المجتمع.والصّوم فعلًا يجدّد حياة الإنسان بتجدّد الخلايا وطرح ما شاخ منها، وإراحة المعدّة وجهاز الهضم، وحمية للجسد، بالتخلّص من الفضلات المترسّبة والأطعمة غير المهضومة، والعفونات أو الرّطوبات الّتي تتركها الأطعمة والأشربة. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حديث رواه ابن السنّي وأبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه: “صوموا تصحّوا”. وقال طبيب العرب الحرث بن كلدة: “المعدة بيت الدّاء، والحميّة رأس كلّ دواء”.والصّوم جهاد للنّفس وتخليصها ممّا علّق بها من شوائب الدّنيا وآثامها، وكسر لحدّة الشّهوة والأهواء فيها، وتهذيبها وضبطها في طعامها وشرابها بدليل قول النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم في حديث رواه الجماعة عن ابن مسعود رضي الله عنه: “يا معشر الشّباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوّج، فإنّه أغضّ للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصّوم فإنّه له وجاء”. والصّوم إذا هو استعلاء على الضّرورات وصبر على الحاجات الأولية للحياة وتقرير للإرادة وتوكيد لغلبة الإنسان هذا الكائن البشري على الحيوان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: