38serv
كشفت الخارجية المغربية عن امتعاضها من التحركات الدبلوماسية الأخيرة للجزائر على صعيد الأزمات السياسية والأمنية المتفاقمة في المنطقة، مُتهمة الجزائر على لسان الوزيرة المنتدبة في وزارة الخارجية المغربية، مباركة بوعيدة، بـ«عرقلة مشاركة بلادها في المؤتمرات الإقليمية حول الأمن”.قالت مباركة بوعيدة، خلال جلسة عامة مخصصة للأسئلة بمجلس النواب المغربي، في موضوع العلاقات بالثنائية بين الجزائر والمغرب، إن ”الوضع المتوتر بين البلدين ترتبت عليه جملة من المشكلات التي ظهرت أخيرا، منها عرقلة الجزائر مشاركة المغرب في عدد من المؤتمرات والندوات الإقليمية المتعلقة بالأمن، سواء المقامة في الجزائر أو في دول أخرى”.وأبرزت بوعيدة التي كانت ترد على سؤال للفريق النيابي (الكتلة) لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، أن الجزائر ”قامت بخفض تمثيليتها بصفة إرادية في الاجتماعات التي تقام في المغرب، وكذا ترحيلها 70 مواطنا سوريا نحو المغرب، فضلا عن حادث إطلاق عيارات نارية على الحدود المغربية - الجزائرية من طرف عناصر للجيش الجزائري”. وأحيت بوعيدة، في إجاباتها التي تناقلتها مواقع مغربية على نطاق واسع، قضية ما قالت إنهم ”المطرودون المغاربة من الأراضي الجزائرية”، مُحملة الجزائر ”مسؤولية تعذر التوصل إلى حل”. وأشارت إلى أنه ”سبق إحداث لجنة بين البلدين من أجل دراسة ممتلكات وحقوق المواطنين المغاربة المطرودين من الجزائر”، معبرة عن أسفها لكون ”الجزائر لم تعبر عن استعدادها للتباحث في هذا الملف”، على حد وصفها. وطالبت بوعيدة الجزائر بـ«عقد اجتماع للجنة في أقرب الآجال”، مذكرة بالاتصالات التي ”أجراها البلدان منذ مدة لحل هذا الملف”. ولفتت إلى أن ”المغرب يتحرك بخصوص هذا الملف على مستوى لجنة حماية حقوق جميع العمال المهاجرين في الأمم المتحدة، للتوعية بضرورة الحفاظ على ممتلكاتهم”، على اعتبار أن ”قانون المالية الجزائري ينص على مصادرة الأموال المتخلى عنها، ومن ضمنها ممتلكات المغاربة”، كما قالت.وبعد هذا السيل من الاتهامات، قالت بوعيدة إن ”إرادة المغرب واضحة من أجل بناء المغرب العربي لأنه من أولوية الأولويات”، مؤكدة انخراط بلادها في مسلسل بناء الاتحاد المغاربي، الذي ”لا يمكن أن يجري بمعزل عن المغرب والجزائر”. وكررت بوعيدة، في نفس السياق، مطالبة الجزائر بتوضيح رأيها إزاء قضية الصحراء الغربية، والاعتراف بدورها في هذه القضية، وبمصداقية المغرب فيها”، على حد زعمها.وتأتي هذه التصريحات ضمن حملة يشنها مسؤولون مغاربة على الجزائر، حيث سبق لوزير الخارجية المغربي قبل أيام أن أطلق تصريحات تجاوزت حدود اللياقة الدبلوماسية، واصفا الجزائر بأنها ”الخصم الوحيد حاليا بالنسبة للمغرب”، كما وصف خطاب الجزائر بالبائس والفاقد للمصداقية. وتصب التصريحات الجديدة لمسؤولي الخارجية المغربية، في خانة ما ذهب إليه تحليل السفير الجزائري السابق في إسبانيا، عبد العزيز رحابي، الذي أكد في حوار سابق لـ«الخبر”، أن الهجوم المغربي جاء نتيجة شعور المخزن بالعزلة الدبلوماسية في خضم التحركات الجزائرية على أكثر من صعيد في المنطقة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات