تركت منطقة جبل الأوراس بصمات في التاريخ العالمي، إذ في ربوعها دارت رحى حروب الفاتحين، واحتفظ التاريخ بكثير من معالمها، ومن ذلك موقع استشهاد نخبة منهم، كان في طليعتهم عقبة بن نافع الفهري. اشتهرت هذه المنطقة ابتداءً من القرون الأولى الّتي أعقبت الفتوحات الإسلامية بعلماء أجِلَّة ساهموا في التّاريخ الثقافي، أمثال: نعمان بن منذر المجاني [مجانة: مدينة شهيرة ذكرها المؤرّخون والرحّالون، واتّخذها أمراء آل مقران قاعدة إماراتهم بعدما فارقوا إماراتهم الأولى قلعة بني عبّاس] الّذي عاصر الفقير سحنون المالكي الشّهير، وعرض عليه سحنون القضاء فامتنع، كما نجد من هذه الطبقة إسحاق بن عبد المالك الملشوني، كان فقيهًا له معرفة بالتّاريخ، وأحد مستشاري الملك محمّد بن الأغلب، في وقت كانت القيروان تزخر بالعلماء. كما اشتهرت من مدن هذه المنطقة القاعدة الثانية للخلافة إذ ذاك طبنة وباغاية، فمن علماء طبنة الشّاعر الأديب محمّد بن الحسين الطبني، أمّا باغاية فإنّنا نجد من مشاهير أدبائها وفقهائها أحمد بن عليّ الربعي.
ومن هذه النّماذج نرى أنّ هذه المنطقة أنجبت وكوّنت طبقة من العلماء، فرضوا قيمهم بعواصم الدّنيا الّتي كانت آهلة بفحول العلماء أمثال قرطبة والقيروان. [بتصرف من: تاريخ المدن للعلاّمة الشّيخ المهدي البوعبدلي].
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات