+ -

تعدّ حاضرة قلعة هوارة من العواصم العلمية المندثرة في القطر الجزائري، والّتي لها مكانة مرموقة وآثار في المجالات الثقافية والسّياسية، حيث كانت تُعرف في بداية تاريخها بقلعة بني راشد عندما اكتسحت قبيلة بني راشد سهول معسكر ابتداء من القرن الثامن الهجري. أسّست مدينة القلعة قبيلة هوارة البربرية العتيدة الّتي كان مركزها الأصلي بنواحي ليبيا وكان أهلها ذوي بأس من قبل الفتوحات الإسلامية، وقد شاركوا بعد إسلامهم في الفتح الإسلامي، ورافق الكثير منهم في فتح الأندلس سنة 711م (93هـ) وصقلية سنة 1427م (831هـ)، وبقوا بالأندلس واشتهر منهم رجال، ما بين القرن الرّابع والخامس، أسّسها بنو إسحاق، رؤساء القبيلة في عهدهم. وقد ذكر اليعقوبي أنّها تنتسب إلى قبائل حمير باليمن. كانت هوارة على المذهب الإباضي، ولكن شتّت شملهم الفاطميون، وقام قراقوش بقتل آخر ملوك بني الخطاب في ودان، فارتحل جلّهم (وخاصة زويلة من هوارة) إلى مصر. ذكر اليعقوبي في (القرن 9م) مملكة لرجل من هوّارة، يدعى: بن مسالة، فذكرَ أنّها تقع ما بين تيهرت وتلمسان. فيكون هوارة هؤلاء، بلا شكّ، هوّارة تَسَگدالت، الموطّنون في الجبال بين مستغانم ومعسكر وغليزان، والّذين ذكرهم البكري وبنُ خلدون، وكانت مواطنُهُم هناكَ تمتدّ بينَ واديَي هبرة وميناس، وكانت لهم فيها قلعة مشهورة باسمهم. قال البكري: وبغربَي مستغانم على ثلاثة أميال مدينة تامزغران.. وعلى مقربة منها قلعة هوّارة، ويُسمّونها: تَسَگدالت، وهي في جبل، لها ثمار ومزارع، وتحت هذه القلعة يجري نهر سيرات. وجاءَ بنو راشد، من بطونِ بني واسين، من زناتة، من مواطنِهِم الأولى، وتغلّبوا على الجبل والقلعة، وأصبحت القلعة قلعة بني راشد، وهي كذلك إلى اليوم، وفيها معهد لتدريس قراءات القرآن الكريم. ذكر الإدريسي في (القرن 12م)، فقال: ثم إلى المسيلة.. وهي مستحدثة، استحدثها عليّ بن الأندلسي في ولاية إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب.. ويسكنها من البربر: بنو برزال وزنداگ وهوارة وسدراتا ومزاتة.  

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: